شعورا فيه الحزن على هذا البلد




كان شعورا فيه الحزن على هذا البلد الذي كنا نراهُ خليقًا بالسَّعادة

 والذي أفنينا شبابنا وكهولتنا وجهودنا وقوانا لنرتقي به إلى بعض هذه السَّعادة التي كنا نراه أهلًا لها

 ثمَّ ها نحن أولاء نرى الشَّقاء يصبُّ عليه صبًا، والبلاء يأخذهُ من جميع أقطارهِ

 والآلام والنوائبَ تسعى إليه من كل وجه..

 نرى البؤسَ البائس يغمر الكثرة الكثيرة من أهلهِ،

فيلابسهم ملابسة متَّصلة لا تقلع عنهم في ليل ولا نهار

 فهم جائعون عُراة جُهَّال، أشقياء بهذا كله

ويزيدهم شقاءاً أن كثيرًا منهم يعرفون هذا البؤس الذي هم فيه

 ويعرفون أنَّ من حقهم أن ينعموا

ويريدون أن يخلصوا من بؤسهم

 وأن يحققوا شيئاً من نعيم، لكنهم لا يبلغون ما يريدون

ولا يعرفون كيف يبلغون ما يريدون

ولا يجدون من يعينهم على بلوغِ ما يريدون .

 طه حسين


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معضلة القطار...علم الأخلاق

كلُّه نكتة كونيّة \ روبرت أدمز

معضلة سفينة ثيسيوس

الحياة \ فريدريك نيتشه

قرد في الأكاديمية \ فرانز كافكا

شجاعة الحكمة بين الخوف والرغبات

لماذا لا يمكن تخطيط العظمة؟ Why Greatness Cannot Be Planned

عصر الفراغ \ جيل ليبوفتسكي

الأبعاد الفلسفية لفيلم أنا لا أكذب .. ولكني أتجمل

أوهام العقل... صراع الذاكرة وألزهايمر في رواية هولندية