لا توجدُ غايةٌ مؤكدةٌ لكونكَ حيًّا. فكّرْ مليًّا. لا توجدُ غايةٌ مميَّزةٌ أو حقيقيَّةٌ لكونكَ حيَّا. لماذا أنتَ هنا على أيّة حال؟ ما الّذي فعله الإنسانُ على هذهِ الأرض؟ ما الّذي حقَّقه الجنسُ البشريُّ حتى بقديسيه وحكمائه؟ جاءتْ حضاراتٌ ورحلت، وأينَ نحنُ الآن؟ نعتقدُ أنَّنا مهمون. مَنْ نعتقدُ أنفسنا؟ نولدُ، نختبرُ أشياءَ عديدةً، نعملُ، نجني الكثيرَ منَ المالِ ربما، ثمَّ نشيخُ ونموت. إذنْ ما الغايةُ الحقيقيَّةُ مِنْ هذا كلِّه؟ ليس ثمة غاية. نحنُ لا شيء. ليس لديكَ أيُّ سببٍ لتكونَ موجودًا. في الواقع، أنتَ غيرُ موجودٍ. لم توجدْ حقًا قطَ. كلُّهُ نكتةٌ كونيَّة. ما مِنْ عِلَّةٍ وراءَ أنْ تكونَ حيًّا وتكونَ هنا. قد يبدو الأمرُ إهانةً- إنَّه كذلك! لكنَّها الحقيقةُ والحقيقةُ مؤلمة. قَدْ تظنُّ أنَّكَ مهم، أنَّك جئتَ إلى الأرضِ لتحقِّقَ غاياتٍ عظيمةً، أو لتستنير. هذا غيرُ صحيح. الاستنارةُ حاضرةٌ هنا سلفًا ولا تحتاجُك. أنتَ غيرُ مرغوبٍ فيه مِنْ قِبَلِ أيِّ شيءٍ أو أيِّ أحدٍ. أنتَ فشلٌ ذريع. في الحقيقةِ لا يوجدُ -أنت-. يجعلكَ وهمُ وجودكَ تعتقدُ أنَّكَ مهم، أنَّكَ أحدٌ ما. لهذا نتحدث كثيرًا عن ...
تعليقات
إرسال تعليق