قصة قصيرة للكاتب الإسباني رافائيل نوبوا بعنوان (أخي بابلو)



لم أسامح أبدًا أخي التوأم الذي هجرني لست دقائق في بطن أمي، وتركني هناك، وحيدا، مذعورًا في الظلام، عائما كرائد فضاء في ذلك السائل اللزج، مستمتعا إلى القبلات تنهمر عليه في الجانب الآخر. كانت تلك أطول ست دقائق في حياتي، وهي التي حددت في النهاية أن أخي سيكون الإبن البكر والمفضل لأمي. منذ ذلك الوقت، صرت أسبق بابلو في الخروج من كل الأماكن: من الغرفة، من البيت،من المدرسة، من القداس، وحتى من السينما مع أن ذلك كان يكلفني مشاهدة نهاية الفيلم.
في يوم من الأيام، التهيت، فخرج أخي قبلي إلى الشارع، وبينما كان ينظر إلي بابتسامته الوديعة، دهسته سيارة. أتذكر أن والدتي لدى سماعها صوت الضربة هرعت من المنزل ومرت من أمامي راكضة تصرخ باسمي، ذراعاها ممدودتان نحو جثة أخي. أنا لم أصحح لها خطأها أبدا !



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلُّه نكتة كونيّة \ روبرت أدمز

رسالة دوستويفسكي إلى اخيه ميخائيل بعد أن نجى من الاعدام بأعجوبة

قبل بزوغ الشمس \ فريدريك نيتشه

الإرتباك الوجودي الذي ينجم عن حالة الملل

على الطريق \ فريدريك نيتشه

قرد في الأكاديمية \ فرانز كافكا

كتاب مت فارغا \ تود هنري

هل الوعي حرٌّ؟ آناكا هاريس

الجمر البري \ نيكيتا جيل

تجنب الألم \ فيليب فان دان بوسش