أنطون تشيخوف _ الخال فانيا



سوف نعيش يا خالي فانيا. سنعيش عددا عديدا من الأيام و الأمسيات الطويلة. و سنتحمل بصبر تلك المحن التى ستبلونا بها الأقدار. سوف نكدح للآخرين الآن و فى شيخوختنا، دون أن نذوق طعم الراحة، و عندما يدنو أجلنا سنموت مذعنين، و هناك خلف التابوت سنقول إننا عانينا، إننا بكينا، إننا قاسينا المرارة، و سيشفق الله علينا، و سنرى يا خالي، يا خالي العزيز، حياة مشرقة، رائعة، جميلة، و سنفرح، و ننظر إلى بؤسنا الحالي بتأثر و ابتسامة، و نرتاح. إننى أومن يا خالي.. أومن بحرارة و قوة.. سنرتاح! سنسنمع ترانيم الملائكة، و سنرى السماء مرصعة بالماس، سنرى كيف تغرق كل شرور الدنيا، كل آلامنا فى بحر الرحمة، الذي سيغمر العالم كله، و ستصبح حياتنا هادئة رقيقة عذبة كالحنان. أنا أومن، أومن.. يا خالي فانيا المسكين، أنت تبكي..أنت لم تعرف الفرح فى حياتك، لكن مهلا، مهلا يا خالي فانيا..سوف نرتاح..سنرتاح!


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معضلة القطار...علم الأخلاق

كلُّه نكتة كونيّة \ روبرت أدمز

معضلة سفينة ثيسيوس

الحياة \ فريدريك نيتشه

قرد في الأكاديمية \ فرانز كافكا

شجاعة الحكمة بين الخوف والرغبات

لماذا لا يمكن تخطيط العظمة؟ Why Greatness Cannot Be Planned

عصر الفراغ \ جيل ليبوفتسكي

الأبعاد الفلسفية لفيلم أنا لا أكذب .. ولكني أتجمل

أوهام العقل... صراع الذاكرة وألزهايمر في رواية هولندية