عندما ينطفئ وَهج الحُرية _محمد أحمد
عندما ينطفئ وَهج الحُرية، وتَمرض الإنسانية، ويَزول الوعي، ويَسود الفِكر السَلبي أو المتعفن أو الرِجعي أو الجاهل ...بدون أي محاولة للتَشكيك به في المجتمعات التقليدية المحتقرة لكل أساليب الحياة أي بمعنى أغلقت علىٰ أنفسها برفض كل مصادر الإنسانية والحرية الفكرية وحرية الأفراد بتقييدها أو تحريمها أو رفضها بكل السبل لا بدّ أن يخرج كل تنويري أو مثقف من جحره مخاطراً بحياته وبكل أشيائهُ الجميلة لإشعال وهج الحرية وإنقاذ الإنسانية وأحياء الوعي ونشر الثقافة بكافة فروعها واختصاصاتها سواء إن كانت عن طريق الكوميدية أو بكل جدية .. فإن هذا العاتق يقع عليه وإن لم يخرج من جحره فلن تسامحه إنسانيته أو ضميره أو ما هو عليه، يجب عليه أن يخرج من كهفه صارخاً لاعناً بوجه الحكام والزعماء والقيادات ، يجب عليه أن يخرج بكل قوة معلناً الثورة على كل الأفكار الرجعية المتخلفة.
... حين تسيطر المذاهب والتقاليد والأعراف والانتماءات والموروثات بكل قسوة وظلم ومهانة وطغي وتبلد على المجتمعات والأفراد وحتى الأفكار والمؤسسات التعليمية والطبية والعلمية والفنية، حينئذ يكون ناتج تلك السيطرة مجتمعات منغلقة على أنفسها بكل أساليب الرفض لكل أنواع الحياة ولكل الحاجات النفسية والفكرية والجسدية وحتى منها الحاجات الطبية والفنية بتحريمها ورفضها بل بتقديس كل أساليب رفضها بكل حججهم الماكرة والخبيثة اللامنطقية.. اي بمعنى نكر كل حاجة أو معلومة أو فعل لا يتناسب مع أهواء قاداتهم أو زعماءهم وخلق أسباب غير منطقية للواقع تتناسب لرفضهم وتحريمهم لكل ما سبق.
فينتج من ذلك أجيال تقدس الموروثات بكل جهل وقوة وتبجيل وبكاء وفداء إلى أن يصبح هذا التقديس حاجة عظيمة روتينية حتى يصل الأمر إلى تقديس كل الزعماء والحكام وحتى تقديس من يعلوه شأناً سواء إن كان في السلطة أو في المذاهب الدينية، بدون تفكير أو انحياز نحو التشكيك بمصادرهم بل قد يصل الأمر إلى تحريم التفكير في هذه الشؤون اي بمعنى رفض جميع النقاشات والانتقادات العلمية أو الفلسفية سواء المنطقية أو الواقعية أمام قدسيته الوهمية الموروثة دون محاولة حتى للتبرير المنطقي وحتى أحياناً الأعتراف بخطئها بحجة الادعاء بنظريات المؤامرة ضدهم
_محمد أحمد الأحمد
_ انتفاضة على كل الأفكار الرجعية
تعليقات
إرسال تعليق