من مذكرات الأرقش/ ميخائيل نعيمة




ألا أغمضي عينيك أيتها الحريّة ،وأشيحي بوجهك عن الناس ثم لاتعجبي لهم،ولاتعتبي عليهم،ولاتدينيهم بجهلهم،ولا تحرقي شفاههم كلّما تلفّظوا باطلا بإسمك القدوس. فشفاههم لاتنطق بما في قلوبهم،بل بما يتمنون لو كان في قلوبهم. والّذي في قلوبهم هو الرِّق في أخسِّ مظاهره ومعانيه. رِقُّ الإنسان للإنسان.والذي يتمنون لو كان في قلوبهم هو روحك الطاهرة أيتها الحرية الطاهرة،السافرة،المقدّسة والمقدّسة. لذلك يمجِّدون إسمك بشفاههم ويدوسون جسدك بنعالهم. ولقد رأيتهم اليوم بعيني يسحقونك بأقدامهم ،وسمعتهم بأذنيّ يهتفون:يحيّ الملك! ومعنى ءلك :يحيِّ الرِّق! والموت للحريّة !فهم إذ يهتفون بحياة الرِّق لايدركون أنّهم بموتك يهتفون. وهم إذ يسيرون في موكب الرِّق لايعرفون أنّهم في جنازتك سائرون. ليس العبد من يباع ويشترى في سوق النّخاسة.وإنّما العبد من قلبه سوق للنخاسة. لذلك سكتُّ والناس يهتفون. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلُّه نكتة كونيّة \ روبرت أدمز

رسالة دوستويفسكي إلى اخيه ميخائيل بعد أن نجى من الاعدام بأعجوبة

قبل بزوغ الشمس \ فريدريك نيتشه

الإرتباك الوجودي الذي ينجم عن حالة الملل

على الطريق \ فريدريك نيتشه

قرد في الأكاديمية \ فرانز كافكا

كتاب مت فارغا \ تود هنري

هل الوعي حرٌّ؟ آناكا هاريس

الجمر البري \ نيكيتا جيل

تجنب الألم \ فيليب فان دان بوسش