فريدريك نيتشه / شوبنهاور مربياً



تعرف هذه الأرواح الحرة والمنعزلة، أنها تظهر دائماً بهذه أو تلك الطريقة مختلفة عما تفكر : إنها لا تتمنى شيئاً آخر أكثر من الصدق والحقيقة، إلا أنها طوقت بشبكة من سوء الفهم، ولا تستطيع أمنيتهم المتحمسة أن تمنع إخفاء كل ما يقومون به بغلالة من آراء مزيفة، من التكّيف، تنازلات نصفية، موارات حذرة وتأولات خاطئة، ولهذا يرى المرء غيمة كئيبة كالحة على سيمائهم، فهذا النوع من البشر هم والحق أسوأ من الموت، بحيث يكونوا مضطرين على التظاهر، سخطهم المتواصل على هذا الإكراه يجعلهم غاضبين وخطرين. إنهم يثارون لأنفسهم بين فترة وأخرى عن اختفائهم القسري وتحفظهم الإجباري. فيخرجون من مخابئهم وعلى وجوههم تعبير مرعب، كلماتهم وأفعالهم متفجرات، ويمكن أن تؤدي إلى تدمير أنفسهم. هكذا عاش شوبنهاور تماماً في وسط مخاطر من هذا النوع. إن أمثال هؤلاء البشر العزل بالذات بحاجة إلى الحب، والأصدقاء .. الذين يمكنهم أن يكونوا صريحين وصادقين معهم كما اتجاه انفسهم، أصدقاء تكف في حضرتهم حالة الكتمان والرياء القسري. ابعد هؤلاء الأصدقاء عنك سيكون الخطر أكبر، هلك "هنريش فون كلايست" بسبب النقص لهذا الحب. أكثر الأساليب المرعبة لمكافحة البشر الاستثنائيين هي ان تجبرهم على الانغلاق على انفسهم، فيتحولون إلى حمم بركان في كل مرة يظهرون إلى العلن ثانية، ومع ذلك سيكون هناك على الدوام نصف إله يمكنه ان يعيش، وينتصر، في ظل كل ظروف مرعبة جداً .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلُّه نكتة كونيّة \ روبرت أدمز

رسالة دوستويفسكي إلى اخيه ميخائيل بعد أن نجى من الاعدام بأعجوبة

قبل بزوغ الشمس \ فريدريك نيتشه

الإرتباك الوجودي الذي ينجم عن حالة الملل

على الطريق \ فريدريك نيتشه

قرد في الأكاديمية \ فرانز كافكا

كتاب مت فارغا \ تود هنري

هل الوعي حرٌّ؟ آناكا هاريس

الجمر البري \ نيكيتا جيل

تجنب الألم \ فيليب فان دان بوسش