في إنتظار غودو / صامويل بيكيت
سنة 1948م كتب صامويل بيكيت أحد أهم أعماله الأدبية وهي مسرحية قصيرة تنتمي للمسرح العبثي عنوانها " في إنتظار غودو waiting for Godot" وهي مسرحية تدور حول شخصين ينتظران مجيء شخص إسمه "غودو" يفترض به أن يغير حياتهما للأبد، لكن يمضي اليوم الأول والثاني والثالث وبقية الأيام دون أن يحضر هذا المنتظر، وبالتالي تحولت حياتهما لمحطة إنتظار أبدية وعلقا في المنتصف بين ماضي يهربان منه والمستقبل المرتبط بحضور "غودو" ومعلق به.
"غودو" موجود في حياة الكثيرين منا وهو مسؤول عن أكبر مستوى من هدر الحياة وفقدها على مستوى التاريخ البشري، قد يتجسد غودو على هيئة شخص ينسج الوعود وتتوقف الحياة في إنتظار قدومه أو لحظة قدر ننتظرها بفارغ الصبر أو تغيير في المواقف، الحصول على المال، أو تدخل علوي منتظر ... الخ، تتجمد الحياة عندها وتتحول إلى لحظة إنتظار أبدية لحضور "غودو" الذي قد لايحضر أبداً ! الإنتظار جزء من نظام الحياة وضرورتها لكن الخطر يكمن في إنتظار من قد لا يأتي أبداً عندها يجب أن يملك المرء الإرادة و القوة للتخلص من وجود "غودو" في حياته والتوقف عن إنتظاره حتى لا تتحول حياته إلى مجرد ساعات إنتظار طويلة وأبدية.
تعليقات
إرسال تعليق