Fight club


 


يدور أفق المفكرون حالياً في البحث عن ماهية الإنسان، وكيف أصبح الفرد في عصور ما بعد بعد الحدثاوية، يركض وراء المنتجات الجديدة التي أفرزتها المجتمعات الصناعية الجديدة، من تقنية حديثة، وٱليات غير مسبوقة، لتحول الكائن البشري فيصير إنسان ذو بعد واحد كما قال هربرت ماركوز.

بعد فترة الحرب العالمية الثانية، بدأت تفرز هذه الحقبة الابتكارات، المبنية على عولمة كل شيء، وتسير هذا الأمر وفقاً للبضاعة التي تريد تصديرها لشعوب العالم المختلف، وأصبحت ماهية هذا الإنسان الأحادي تتحدد بواسطة الأشياء التي يشتريها، مثل سيارة جديدة، أريكة جديدة، فالعلامات التجارية هي من تضع قيمة البشر داخل المجتمع.

ونتيجة لما حدث، صار الإنسان يعاني من مشاكل نفسية كالأرق والفصام، وغير قادر على فعل شيء، فهو بحاجة لأن يثور على واقعه الذي خلقته هذه المركبات الحديثة، ويستعيد ماهيته المفقودة، يعيش، ويشعر، ويفكر، ويعرف بأنه يحيى إذاً فهو إنسان (على مبدأ الكوجيتو الديكاراي أنا أفكر إذاً أنا موجود)، والمجتمع الاستهلاكي اليوم يعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي والتراهات التي تقدمها لتسيطر على حياة الإنسان بمختلف جوانبها.

يرى اريك فروم بأن المجتمع السوي ينشأ عن طريق الحب، فالشخص عندما يمتلك مشاعر للأخرين، يتحرر من جميع أشكال السلطة الجديدة التي تم فرضها علينا، فيعيش حياته كإنسان، فمن وجهة نظره تلك المشاعر التي تفيض من الكائن قادرة على جعله خلاق ليفعل المستحيل.

 هذا الفيلم الذي تحدث بأنه تنبىٔ بالشكل الجديد للمجتمعات القادمة، وعن صراع الإنسان ضد نفسه، وهذا ما يحدث اليوم.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلُّه نكتة كونيّة \ روبرت أدمز

رسالة دوستويفسكي إلى اخيه ميخائيل بعد أن نجى من الاعدام بأعجوبة

قبل بزوغ الشمس \ فريدريك نيتشه

الإرتباك الوجودي الذي ينجم عن حالة الملل

على الطريق \ فريدريك نيتشه

قرد في الأكاديمية \ فرانز كافكا

كتاب مت فارغا \ تود هنري

هل الوعي حرٌّ؟ آناكا هاريس

الجمر البري \ نيكيتا جيل

تجنب الألم \ فيليب فان دان بوسش