غراميات مرحة \ ميلان كونديرا
تصوّرَ أنَّكَ صادفتَ مجنوناً وادَّعى أمامكَ أنَّهُ سمكة ، وأنَّنا جميعاً سمك .
أتُراكَ تجادله ؟ أتُراكَ تتعرَّى أمامه لتقنعهُ بأنَّكَ لا تملك زعانف ؟ أتُراكَ تقول له صراحة ما تفكِّر فيه ؟ هيَّا قُل لي !
لو أنَّكَ قُلتَ لهُ الحقيقة فحَسْب ، واقتصرتَ على إخباره برأيكَ الحقيقي فيه ، فمعنى هذا أنَّكَ تُوافق على الخَوْض في نقاش جاد مع مجنون ، وأنَّكَ أنتَ نفسكَ مجنون كذلك . ينطبق هذا بالضَّبط على العالَم الذي يُحيط بنا ، فإذا أصرَّيت على أن تقول له الحقيقة بصراحة ، فهذا معناه أنَّكَ تأخذهُ على محمل الجَد . وأخْذُ شيء غير جاد على محمل الجَد معناهُ أنَّنا نفقد كل جدِّيّتنا . فأنا مُضطَّر للكذب لكي لا آخذ مجانين على محمل الجَد ، و كيْ لا أُصاب أنا أيضاً بالجُنون .
تعليقات
إرسال تعليق