لوحة جمل المحامل 1973م \ للفنّان الفلسطيني سليمان منصور
لوحة جمل المحامل 1973م
للفنّان الفلسطيني سليمان منصور
يظهر في اللوحة مُسناً فلسطينيًا يحمل حملًا ثقيلًا على ظهره بشكل عين إنسان،وتتوسّط العين مسجد قبة الصخرة،لتمثل تعلق الشعب الفلسطيني بهويته وبمدينة القدس وكذلك تجسيد لمفهوم الصمود الفلسطيني واستمرارية المقاومة.
قصة اللوحة كتب لنا الفنان سليمان منصور حكايتها ونوردها هنا كما جاءت على لسانه:
في سنوات سبعينات القرن الماضي وقبل استعمال التراكتور الصغير في نقل البضائع داخل البلدة القديمة في القدس كان العتال هو الذي يقوم بهذه المهمة حيث أصبح جزء المشهد، ولا يمكن أن تمر في البلدة دون أن تراه حاملاً حاجيات ضخمة على ظهره وسائراً بثقة وثبات وتأنٍ في أزقة وحارات القدس القديمة، وقد شدني هذا المشهد وكنت دائماً استغرب من قوته وجلده وهو يحمل أحياناً أضعاف حجمه وزاد استغرابي أنه وفي كثير من الأحيان يبدو كبير السن وضعيف البنية. بدأت أفكر في رسم هذه الشخصية وقمت بعدة محاولات حيث كنت أحمله اشياء كبيرة كثلاجة او خزانة ونتج عن هذه المحاولات لوحة عادية لعتال في احد ازقة القدس.
بقيت فكرة العتال تراودني وكيف لي أن ارسم لوحة مميزة انطلاقا من هذا الموضوع. ولمعت في رأسي بعد تفكير عميق، فكرة ان أحمله القدس. وضعت القدس في البداية في دائرة ولكن كانت تبدو انها ممكن ان تتدحرج في أية لحظة مما اضطرني إلى إضافة شكل مخروطي لكلا الطرفين لتعطي الحمل شيئا من الثبات وكانت النتيجة شكل يشبه العين وبداخله منظر القدس يتوسطها قبة الصخرة
كان هذا في أواخر عام 1973. في عام 1975 تم تأسيس رابطة الفنانين التشكيليين في الأرض المحتلة وتقرر إقامة اول معرض لها في جمعية الشبان المسيحيين في القدس وكانت مشاركتي في هذا المعرض هذه اللوحة مع عدد اخر قليل من اللوحات. هذه اللوحة بالذات شدت انتباه الجمهور وكان من زوار المعرض أشخاص يعملون في مكتب للنشر في شارع صلاح الدين وعرضوا على طباعتها كملصق (بوستر). وافقت على ذلك فاخذوا اللوحة بعد انتهاء المعرض وبدأوا بالتحضير لعملية الطباعة وكان لا بد أن نضع اسم للوحة. وكان بالصدفة الكاتب المعروف اميل حبيبي في هذا المكتب وسمع النقاش وتدخل مقترحا اسم “جمل المحامل” حيث وافقنا جميعاً وبحماس على هذا الاسم. طبعت اللوحة وانتشرت من خلال الحزب الشيوعي الاسرائيلي في كافة المدن الفلسطينية وانتشرت بسرعة كبيرة تقريباً في غالبية البيوت في المدن والقرى والمخيمات.
في عام 1976 شاركنا في معرض في الأردن وكانت اللوحة موجودة في المعرض وكذلك نسخ مطبوعة منها حيث انتشرت كذلك وبسرعة في الأردن. اتصل بي حينها شخص من طرف أبو جهاد طالبا صورة جيدة لها لطباعتها كغلاف لمجلة فلسطين الثورة. أعطيته صورة جيدة لها ومن بيروت انتشرت ووصلت إلى العالم العربي والإسلامي ومن ثم أوروبا والعالم.
وثق القصة فادي عاصلة بتاريخ 14 أيار 2021 من خلال حوار بينه وبين الفنان سليمان منصور.
تعليقات
إرسال تعليق