من رسائل سيلفيا بلاث
أريد أن أصبح حرة، حرة لأن أعرف الأشخاص وخلفياتهم، أن أتنقل إلى أجزاء مختلفة في العالم لأتعلم أن هنالك معايير وأخلاقيات غير تلك التي أنتمي إليها. أريد أن أصبح واسعة المعرفة، أعتقد أن بودّي تسمية نفسي الفتاة التي أرادت أن تصبح إلها. لكن، إن لم أكن في هذا الجسد أين يمكن أن أكون؟ ربّما من المقدّر لي أن أعيش مصنّفة ومؤهلة، لكني أحتج ضدّ ذلك! أنا قوية، لكن إلى أي مدى؟.
أحاول أن أضع نفسي مكان شخص آخر في بعض الأحيان وينتابني الرعب عند نجاحي في ذلك. كم هو فظيع أن أكون أي شخص غير نفسي!
أعتقد أن الرفقة الروحية ضرورية للغاية في عالم فيه الكثير من السطحية وعدد قليل من عوامل الجذب. أعتقد أن عظمة الطبيعة هي شفاء للروح بطريقة أو بأخرى. عند رؤية كل مشاكل العالم، يبدو من المريح التفكير، كنوع من التغيير، أن هذا العالم لا يزيد عن حجم ذرات من الغبار في الكون الضخم الهائل.
الحاضر بالنسبة إليّ يعني الأبد، والأبد يجري ويذوي بلا انقطاع. كل لحظة هي حياة، وكل لحظة تمضي هي موت. أشعر بأنّي مسحوقة تحت ثقل الأزمنة، فأنا الحاضر، وأعرف أني زائلة بدوري. هكذا يرحل الإنسان. أما الكتابة، اللحظة الأسمى، فتبقى وتمضي وحيدة على دروب هذا العالم.
غربان العام الماضي قد نُقشت في الجيلد، كما صورتك في عيني جليد جاف يكسو نافذة ألمي، أيّ شرارة عزاء يسعني قدحها من الحجر لأعيد الخضرة إلى قفار القلب؟.
هكذا، وحدي على الأرجح كنتُ أرنّ بصمتٍ في غيابك، أسمع صرخة الشّمس الظمآنة وكل نجمة مذبوحة تهوي وتصطدم، وأكثر بلادة من أي أوزّة تهذر وتدندن صافرة أبدية هذا العالم المتصدّع.
تعليقات
إرسال تعليق