من كتاب " نيتشه " لــ هنري ليشتاتبرجر




" بحث الناقدون كثيراً في فكرة نيتشه التي كانت تتطور وتتبدل تبعاً لما يحيط بحياته ، وهو ، قبل بلوغه هذا المرفأ ، خاض بحاراً كثيرة ، وجاز شواطىء كثيرة . وقد ادرك بذاته تطور ذاته ، فشبه نفسه بالافعي التي تنسلخ من جلدها ، او النسر الذي ينسل ريشه . والحياة عنده ليست بواجب يلقي ، ولا بعمل يفرض ، ولا بوهم يحب . وانما هي مادة شأنها شأن المواد التي تقع بين يدي الباحث . وكان ينظر نفسه كالمتنقل بدون انتهاء ، همه النضال ، تهذبه انكسارته كما تهذبه انتصارته . او كالواثب بين الصخور ، يكاد يذهب بنفسه ضحية علي رؤوس الصخور الشاهقة وهو ـ بلا كلل ولا فتور ــ يصعد من عال الى أعلي ، ومن قمة الي قمة ، مبدلاً كل لحظة افقه ، عازماًً الا يقف ابداً ، ولا ينثني ابداً . رفيقه الشجاعة وحليفه الصرامة ، لا يروعه البرد ولا تخفيه الهاوية . ولا يجزع من العزلة التي تتنفس فيها ريح الثلج المنهمر . هو دائما في صعود وارتقاء !...


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلُّه نكتة كونيّة \ روبرت أدمز

رسالة دوستويفسكي إلى اخيه ميخائيل بعد أن نجى من الاعدام بأعجوبة

قبل بزوغ الشمس \ فريدريك نيتشه

الإرتباك الوجودي الذي ينجم عن حالة الملل

على الطريق \ فريدريك نيتشه

قرد في الأكاديمية \ فرانز كافكا

كتاب مت فارغا \ تود هنري

هل الوعي حرٌّ؟ آناكا هاريس

الجمر البري \ نيكيتا جيل

تجنب الألم \ فيليب فان دان بوسش