مسرحية الدرس ليونيسكو / د. علي خليفة
تحول الحلم لكابوس في مسرحية الدرس ليونيسكو د علي خليفة في رأيي أن مسرحية الدرس ليوجين يونسكو تتشابه في بنائها مع الحلم الذي يتجاوز الحقائق ويصنع عالما خاصا به ولكن هذا الحلم ما يلبث أن يتحول لكابوس فإذا بالعالم الهادئ الذي أوجده يصيبه مس الكابوس فنرى بعض أشخاصه وقد تحولوا لسفاحين بعد أن كنا نراهم في صورة حالمة ففي هذه المسرحية تفتح الستار عن خادمة في منزل مدرس تستقبل تلميذة في الثامنة عشرة من عمرها بترحيب ثم يرحب بها المدرس ويسألها أسئلة سهلة بل ساذجة وتجيب عنها كسؤاله لها عن عاصمة فرنسا وسؤاله لها عن حاصل جمع واحد وواحد وما شابه ذلك من أسئلة لا تتناسب إلا مع التلاميذ الصغار لا طالبة في الثامنة عشرة من عمرها ويثني عليها المدرس ويعرف منها رغبتها في الحصول على دكتوراة شاملة في العلوم والآداب معا وبالطبع هذا عبث ولكنه مقبول في منطق الحلم ومع تتابع أحداث المسرحية نرى المدرس يقدم معارف مغلوطة للتلميذة عن أشياء كثيرة لا سيما في اللغات التي لا يرى فوارق بينها ولعل المؤلف يعني بهذا أنها تتشابه في كونها فقدت القدرة على إيجاد التواصل بين الناس ومع تتابع أحداث المسرحية تتحول عبارات الثناء من المدرس نحو التلميذة - أو الطالبة بمعنى أصح - لصيحات غضب حين يراها تتألم من أسلوب شرحه الذي امتزج بالعصبية وعبارات السب وتردد الفتاة عبارة أشعر بألم في أسناني ولا يعبأ بآلامها المدرس فيستمر في عرض معارفه المغلوطة ثم نراه يتحول لوحش قاس فيقتل الفتاة بسكين ويبدو حزينا على فعلته ويخبر الخادمة بما حدث للفتاة فتقول له سندفن هذه الفتاة مع الأربعين الذين قتلتهم قبلها ثم تسمع دقات على الباب وتفتح الخادمة الباب ونسمعها تحادث تلميذة جديدة أو بالأصح ضحية جديدة مع ذلك المدرس السفاح وبهذا نرى - كما قلت - إن هذه المسرحية تتشابه في بنائها مع بناء الحلم في عرضه لعالم غريب لا يعبأ بحقائق الحياة ثم ما يلبث هذا الحلم أن يتحول لكابوس كما رأينا مع نهاية هذه المسرحية وتعد هذه المسرحية العبثية مقدمة لمسرح القسوة كما نراه عند أهم كتابه مثل فرناندو أرابال وميشيل ديجلدرود وغيرهما.
تعليقات
إرسال تعليق