دفاع سقراط (Apology)
في محاورة دفاع سقراط، يأخذنا أفلاطون إلى أيام محاكمة سقراط حيث كان سقراط يعرض دفاعه أمام شعب أثينا. في خطابه، لم ينكر سقراط التهم الموجهة إليه (على الرغم من أنه ينفي تهمة الإلحاد)؛ بدلاً من ذلك، يقول إن التهم الموجهة إليه غير عادلة - وردًا على الاتهام بأنه أفسد عقول الشباب، أجاب سقراط بأنه لم يؤذ أحدًا، وأن السبب الوحيد لاتهامه بهذه "الجريمة" في المقام الأول كان لأنه علم العقل والتفكير النقدي.
بدلا من العقيدة الدينية التقليدية التي يفضلها الحكام. في هذا الجزء من خطابه، قدم لنا سقراط اقتباسه الشهير: "الحياة غير المختبرة لا تستحق أن يعيشها الإنسان". هنا، يخبرنا سقراط أنه لا يمكننا ببساطة أن نمر في الحياة بقبول الأشياء بالإيمان الأعمى (بغض النظر عن مصدرها) بما في ذلك السلطة. علاوة على ذلك، يطرح سقراط سؤال ضمنيًا، وهو: من له الحق في التعليم؟ هل يجب أن يكون التعليم من قبل الشعراء (مثل هوميروس (Homer)) والقادة الدينيين والحكام؟ أم أن الفلاسفة هم الذين يعلمون بالعقل؟ - كما هو الحال مع العديد من محاوراته، لا يقدم أفلاطون إجابة محددة على هذا السؤال. لأن هدفه هو أن يثير القضية في عقل القارئ عوضاً عن اعطاء اجابات محددة وقطعية؛ لأنه، بالطبع، نحن (كمجتمع) يمكننا الإجابة على هذا السؤال.
أما بالنسبة لاتهامات معصية الآلهة (وحتى الإلحاد) فإن سقراط قادر على إظهار أن متهمه (ميليتوس (Meletus)) قد ناقض نفسه بزعم سقراط بأنه ملحد، لأن اعتقاد سقراط كان معروفاً للعامة, وهو أن سقراط كان يؤمن بالكائنات الروحية وأنصاف الآلهة، وما هي الآلهة إن لم تكن كائنات روحية؟ لكن في النهاية، أُدين سقراط، بأغلبية قليلة، بالتهم الموجهة إليه، وحُكم عليه بالإعدام. بعض الأفكار الأخرى المهمة التي قدمها سقراط في دفاعه هي:
- أعظم خير للإنسان أن يناقش الفضيلة كل يوم.
- الرجل الذي يناضل حقًا من أجل العدالة يجب أن يعيش حياة خاصة وليست عامة.
- لا تضع الثروة فوق الفضيلة والحكمة قدر الإمكان.**
من الجوانب المهمة الأخرى في محاورة "دفاع سقراط"، أنه لا يوجد في أي موضع فيها لا يجعل سقراط حرية التعبير أو حرية الحوار جزءًا من دفاعه. قد يكون السبب أن سقراط شعر أن العقل والفضيلة أكثر أهمية من الحريات الفردية.
تعليقات
إرسال تعليق