الإنسانُ المُعاصِر بين التشاؤُم النظريّ والتفاؤلُ العمليُّ
- إنَّ مشاعر القلق ، والعبثِ ، والغربةِ ، والضياع ، والفراغ
واليأس : مشاعر متواكِبة قلّما يسيرُ الواحدُ منها بمفردهِ وذلك لأنَّ اليأس هو النتيجة الطّبيعية التي لابُدّ من أن تُفضي إليها حياة خاويّة قد ارتفع عنها كلُّ إيمان ضمنيّ بالقيم. وليسَ أيسر على الإنسان من أن يستسلِم لنداء العبث ، لكي لا يلبِث أن ينحدِر على طريق اليأس. وهنا يجيء فلاسفة التشاؤم ، فيعمَلونَ على إبرازِ الطّابَع الدّرامي للوجود البشريّ ، ويرسمون أمام الناس صورة قاتِمة للحياة الإنسانية ، بوصفِها حياةُ ألم ، وصراع ، ويأس. وليس في استطاعة أيّة فلسفة - بلا ريب - أن تتجاهل مافي الوجود البشري من طابَع دراميّ أليم.
- ولكن مهما كان من أمر تلك الفلسفات التشاؤمية التي تُشدِّد على نغمة اليأس ، فإن كل حياة إنسانية سويّة لابُدّ من أن تجد لنفسها - في صميم نشاطها العملي - حلّاً واقعياً لمشكلة الشَّر الخاصّة بها. ولعلّ هذا ما عناهُ "ألبرت شفيتسر" حين قال : " إنني إذا كنتُ متشائِماً نظرياً ، فإنني متفائلٌ عملياً "
- هل برأيكم أصدقائي أنّ الإنسان قادِر على أن يجمعَ بين التشاؤم النظريّ والتفاؤل العمليّ ؟ أي أن يجمع بين "اليأس" و "الأمل" ؟
المشكلة الخلقية - زكريا ابراهيم
تعليقات
إرسال تعليق