المجتمع الصناعي ومستقبله \ تيودور كازينسكي


 

يوفر الترفيه للإنسان الحديث هروبا لا غنى عنه؛ عندما يتم امتصاص انتباهه من قبل التلفزيون، وأشرطة الفيديو، وما إلى ذلك، فإنه يمكن أن ينسى الإجهاد، والقلق، والإحباط، وعدم الرضا. عندما لم يكن مشغولا بعمله. كان الانسان التقليدي يجلس بهدوء لساعات من دون أن يفعل شيئا، لأنه كان في سلام مع نفسه ومع عالمه.

ولكن معظم الناس في العالم الحديث تحتاج لتكون مشغولة أو أن ترفه عن نفسها باستمرار ،من دون ذلك سوف يشعرون "بالملل"، ومن ذلك فانهم سوف يصبحون مهيجين ، قلقين، ومعكري المزاج.

إذا اكتشفنا علاجا بيولوجيا يخفض بشكل كبير، ودون آثار جانبية ، التوتر النفسي الذي يعاني منه الكثير من الناس في مجتمعنا، وإذا اتبع عدد كبير من الناس هذا العلاج، فإن المستوى العام للإجهاد سيقل، ويمكن للنظام بعد ذلك زيادة الضغوط التي تنتج الإجهاد. في الواقع، يوجد شيء مماثل مسبقا و هو صناعة الترفيه، والتي هي واحدة من أقوى الأدوات النفسية التي يمكن للناس استخدامها لإخلاء نفسهم من الإجهاد و التوتر، أو على الأقل الهرب منهم مؤقتا . استخدام هذه الأدوات "اختياري": لا يوجد أي قانون يفرض علينا مشاهدة التلفزيون، والاستماع إلى الراديو، وقراءة المجلات. ومع ذلك، أصبح معظمنا مدمنين على هذه الطريقة للهروب والحد من التوتر. الجميع يشكو من التفاهة النابعة من التلفزيون، ولكن الجميع تقريبا يشاهده. وان كان البعض قادرا على التخلص من هذه العادة، فلا يمكن الا لانسات استثنائي من أن يستغني عن جميع أدوات الترفيه. (حتى وقت قريب، كان معظم الناس يعيشون بشكل جيد للغاية من دون أي أداة للترفيه غير تلك التي صنعوها بأيديهم.) دون صناعة المشتقات الترفيهية، فقد لا يمكن للنظام أن يكون له وزن علينا بالعديد من القيود المجهدة. 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلُّه نكتة كونيّة \ روبرت أدمز

رسالة دوستويفسكي إلى اخيه ميخائيل بعد أن نجى من الاعدام بأعجوبة

قبل بزوغ الشمس \ فريدريك نيتشه

الإرتباك الوجودي الذي ينجم عن حالة الملل

على الطريق \ فريدريك نيتشه

قرد في الأكاديمية \ فرانز كافكا

كتاب مت فارغا \ تود هنري

هل الوعي حرٌّ؟ آناكا هاريس

الجمر البري \ نيكيتا جيل

تجنب الألم \ فيليب فان دان بوسش