الحياة
الحياة عند فيليني لا يُمكن حصرها و تضليلها بأوهام خيبات مضت، و لأن الحياة بصدرها الرحب تحتوي النادمون علي خطاياهم كأم تنتطر عودة الإبن الضال، و لأن نار البعد و الغربة التي لا تعني هنا السفر عبر الأقطار بل السفر عبر الأرواح ستُطفئ عند العودة، يفتح فيليني ذراعيه بسكينة و هدوء و يذرف دمعاً مريراً لكنه الطريق للإلتحاق بالحياة مرة أخري، هنا لا يتحمل رؤية نفسه مكبلاً بخطاياه فتهرب منه علي هيئة دموع او ما يشبهها، دموع زامبانو التي نبعت من دواخله كانت سبب كافي للحزن علي شرود براءة حاول إستعادتها من جيلسومينا، و ما البراءة سوي حياة ملبدة بالأمل و الرغبة...
وهكذا كان إنهيار مارشيلو في "حياة لذيذة" لفيديريكو فيلليني، فبعد أن مزق روحه ما بين شوارع روما و نساءها، نسي إن يعطِ نفسه دليل حياة معنونة ب "لذيذة"، يُمكن هنا تفسير لذة حياة مارشيلو بأنها نبع لا ينضب من الحيرة، التي و إن لم تكن وجهته التي أراد بها أن تكون مدخل لحياته في فترة ما، إلا انها كانت مادة خام تتناسب طردياً مع شخصيته المتطايرة، ألمه في النهايات و المغلف بلامبالاة لا يمكن تناسيها كان بديل عن معني الحب الذي إفتقده، هنا مارشيلو خضع علي الشاطئ يومئ لفتاة صغيرة في إشارة مفادها ان الحياة و إن كانت قاسية لا يجب علينا سوي أن نسايرها..
La strada / La dolce vita By. federico Fellini
تعليقات
إرسال تعليق