إستغلال الفكر والثقافة و الفن
المبادرات الثقافية التي تلاقي ترحيب و دعم الحكومات حول العالم هي مبادرات مشبوهة و دائماً ما يُنظر لها بعين الشك و الريبة ، و عن المثقف الأجير يكتب إدوار سعيد: "على المثقّف أن لا يسمح لأيّ راع من الرعاة أو سلطة من السلطات توجهه أو توجيه خطابه لخدمتها" و يضيف سعيد: "المثقف يجب ان يكون هاويا ً لامحترفا ً ليكون أكثر تحررا ً في نقد السلطة بكل أشكالها وحينها يكون حرا ً وليس أجيرا ً لدى مؤسسة ما. في العالم العربي دور المثقَّف هامشيّ، لأن السلطة هي سلطة المجتمع والسياسة وسلطة رجال الدين هي السائدة"
إستغلال الفكر والثقافة و الفن في تمرير أجندات ثقافية و سياسية ليس حكر على الحكومات الشمولية فقط ، بل أن هناك بعض الديمقراطيات كانت و قطعاً مازالت تقوم بهذا الدور و لكن بأساليب أكثر خلسة من الأنظمة الشمولية كما وثقتة الباحثة و المؤرحة فرانسيس ستونر سوندرز Frances Stonor Saunders في كتابها المهم "من دفع للزمّار؟ Who Paid the Piper
في كتابها تستعرض سوندرز الدور المشبوه الذي قامت به وكالة الإستخبارات الأمريكية الـــCIA أثناء الحرب الباردة في التغلغل في المؤسسات الثقافية و الصحف و المجلات و مؤسسات المجتمع المدني في أوروبا و دول العالم الثالث و دعمها مادياً من أجل مواجهة المد الشيوعي. وثّقت المؤلفة المئات من أسماء المثقفين و الفنانين و الصحفيين في أوروبا و العالم الثالث الذين تلقوا الأموال و الدعم المالي و نشرت كتبهم و أعمالهم من أجل تشكيل رأي عام مضاد للشيوعية.
تعليقات
إرسال تعليق