من محادثات زوربا : ما الدنيا؟


 


من محادثات زوربا :

- ما الدنيا؟

- معاناة. 

- ولماذا هي معاناة؟

- لأنها تغيير مستمر .. وكل تغيير هو معاناة بالضرورة. 

- حتى وإن كان من شر لخير؟

- نعم .. لأن تغير الشر إلى الخير يصحبه بالضرورة قلق المحافظة على الخير وخوف عودة الشر. 

- وكيف تنتهي المعاناة؟

- بالإيمان. 

- ولكن كيف للإيمان بالله أن ينهي المعاناة؟ .. هل يكفي ليوقف التغيير؟

- الله هو الخير المطلق الثابت .. لا أعني بالإيمان ذلك اليقين بوجود إله أو صدق دين أو قداسة كتاب.

- فما الإيمان إذن؟

- إيجاد الله في كل شيء.

- إيجاده؟ .. أنحن مَن نُوجِد الله أم هو الذي يوجدنا؟

- بل نحن الذين نُوجده .. أو بالأحرى نخرجه من الباطن إلى الظاهر.

- وكيف ذلك؟

- إذا ما أوجدنا الجمال في الشيء فثمّ وجه الله. 

- ألا تفسر لي ذلك؟

- الدنيا معاناة .. فيكون الإيمان هو إزالة أو تخفيف المعاناة عن غيرك .. وكلما أزلت المعاناة عن الغير ظهر الجمال .. فإن ظهر الجمال خرج الله من الباطن إلى الظاهر. 

- إذن فمهمة الإنسان أن يخفف عن الجميع. 

- وتلك هي الصلاة. 

- صلاة تزيل القبح لتظهر الجمال.

- بلمسة فوق كتف المتعبين .. بمشاركة ثقيلي الأحمال في أحمالهم .. بدمعة عجز أمام ألم الموجوعين .. بعناق امرأة ترتجف .. بمسح ظهر حيوان أعجم. 

- للمعاناة ألف وجه. 

- وللصلاة ألف ألف قِبْلَة.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة دوستويفسكي إلى اخيه ميخائيل بعد أن نجى من الاعدام بأعجوبة

قبل بزوغ الشمس \ فريدريك نيتشه

الإرتباك الوجودي الذي ينجم عن حالة الملل

الجمر البري \ نيكيتا جيل

تجنب الألم \ فيليب فان دان بوسش

على الطريق \ فريدريك نيتشه

هل الوعي حرٌّ؟ آناكا هاريس

كتاب مت فارغا \ تود هنري

تسلية أنفسنا حتى الموت \ نيل بوستمان

عندما تحب روحًا عتيقة \ لويزا فليتشر