رؤية سينيكا للقلق وعلاجه من وجهة نظره
يعد سينيكا واحدا من أبرز فلاسفة القرن الأول، وقد أوضح بصورة أساسية المشكلات الأخلاقية التي إذا ما عولجت على نحو سليم، فإنها ستمكن الإنسان من بلوغ السعادة والأمن والخير، وبالإضافة إلى ذلك فقد حارب الانفعالات ودعا إلى لغة العقل المتزن، كما داعب سينيكا في رسائله أحد أكبر مخاوف عصرنا الحالي وأعراضه المزمنة وهو القلق الذي يفسد على المرء حياته. يتناول التقرير التالي نبذة عن رؤية سينيكا للقلق وعلاجه من وجهة نظره. "نحن في الحقيقة نعرف القليل عن الحياة، حتى أنه يصعب علينا التمييز حقا بين الخبر الجيد والسيء". هذا ما قاله الكاتب الأميركي الشهير كورت فونيغوت، ومن قبله كتب آلان واتس عن تعلم عدم التفكير من منطلق الربح أو الخسارة "إن الطبيعة برمتها هي عملية متكاملة من التعقيد الهائل، ومن المستحيل التيقن تماما إذا ما كان الشيء جيدا أو سيئا"، ومع ذلك، فإن معظمنا يقضون مساحات من أيامهم في قلق بشأن احتمال وقوع أحداث سلبية، وخسائر محتملة. في الثلاثينيات، قام أحد القساوسة بتقسيم القلق إلى خمس فئات من المخاوف، أربع منها خيالية والخامسة "مخاوف ذات أساس حقيقي"، تحتل ...