فلسفة القطط والبحث عن المعنى في الحياة
يقضي الإنسان حياته في قلق مستمر بحثاً عن إجابات لأسئلته الوجودية، مثقلٌ بعقله، دائماً يطمح للوصول إلى شيء لا يدركه و لا يعرف كنهه، بينما القطط، على العكس من ذلك، لا تتطلب طريقة وجودها في الحياة الفلسفة أو التفكير العقلاني، تقضي وقتها في وداعة ولا تنظر إلى المستقبل وتحاول فقط أن تحقق الرفاهية في لحظتها الراهنة. يرى الكاتب الأمريكي جون ن. غراي John N. Gra في كتابة (فلسفة القطط والبحث عن المعنى في الحياة): "مصدر الفلسفة هو القلق الوجودي ، والقطط لا تعاني من القلق الوجودي إلا إذا كانت مهددة أو تجد نفسها في مكان غريب-القطط ليست بحاجة إلى الفلسفة." فالفلسفة، كما يعرفها غراي ، ليست أكثر من مظهر من مظاهر قلقنا الوجودي الدائم لإيجاد المعنى. ذلك القلق الذي تحاول كل من الديانات والفلسفة جاهدة لتهدئة توترنا النظري والروحي. وغياب التفكير المجرد لدى القطط هو علامة على حريتها العقلية، "القطط ليست بحاجة إلى إصلاح أو إعادة تقييم حياتها" و يضيف غراي أنه إذا استطاعت القطط أن تفهم جدوى البحث البشري الدائم عن المعنى، فإنها ستخرخر ببهجة ولسان حالها يقول: "ما هذه العبثية الهائلة...