فن الرسم الصيني
يطلق لفظ التصوير الصيني على فنون كل من الصين واليابان وكوريا ، ويرى كثير من المؤرخين أن فترة أسرة سونج ( ٩٦٠ _ ١٢٧٩م ) تعتبر قمة ما وصل اليه التصوير الصيني ، فقد تأثرت بها كل الفترات اللاحقة ، وهذا لا يعني أن التصوير الصيني قد بدأ في هذه الفترة ، فهناك أعمال فنية رائعة تعود الى ما قبل ٢٠٠٠ سنة . والفن الصيني لا يقلد الطبيعة ، وله أسلوب محدد ومبسط اتبعه كل الفنانين التقليديين في تلك البلاد حتى بداية القرن العشرين ، وبما أن كل المعتقدات الدينية الصينية ركزت على حب الطبيعة فإن الفنانين قد اهتموا بتصوير المناظر الطبيعية ، والطيور والزهور والجبال والبحار ، وقد استخدام كثير منهم اللون الاسود من دون غيره بدرجات مختلفة . واهتم المصورون الصينيون بلمسات الفرشاة ووضعها أكثر من اهتمامهم بالموضوع نفسه ، وصوروا لوحاتهم على الحرير ، وعلى المراوح الورقية والجدران ، واللوحة الصينية التقليدية تكون في شكل ملفوفة طويلة ، وعند المشاهدة يبدأ الناظر إليها بفتح الجزء الاول ثم يبدأ في لف الجزء الذي شاهده بيده اليمنى ويفتح الجزء الذي لم يشاهده بيده اليسرى حتى يكمل مشاهدة كل اللوحة . ويستعمل المصور الصيني الخامات نفسها التي تستعمل في الكتابة وهي الحبر الصيني والحرير أو الورق المجهز للرسم أو الكتابة ، وكانت صناعة الأحبار الصينية سرآ تتوارثه الأجيال المتعاقبة.
وتكونت الشخصية الفنية الصينية عن طريق استعمال الفرشاة مما يحتاج الى مهارة فائقة وتدريب طويل ، وتمسك الفرشاة باليد عمودية على الورق أو الحرير ، ويحركها الفنان معتمدآ على رسغ اليد لعمل التفصيلات الدقيقة ، ويحركها في أحيان أخرى حركات أقوى معتمدآ على اليد كلها لرسم الخطوط الطويلة الممتدة ، والخط ، سواء أكان مستعملآ في الرسم أم في الكتابة ، فإنه يتميز بحيوية عظيمة مما يضفي على الأعمال الفنية الصينية ديناميكية رائعة . ويمكننا أن نقول إن التصوير والخط كانا دائمآ متلازمين ، حيث يوضحان الحد الذي وصل اليه الفنان الصيني من التحكم في الفرشاة في رسم خطوط لينة ذات دلالات فنية وتعبيرية عالية محملة بالحقيقة التي تعبر عن الباطن أكثر مما تعبر عن ظواهر الاشياء .
تعليقات
إرسال تعليق