العفو \ شوبنهاور
العفو هي كلمة للجميع، مهما كانت الحماقة التي يرتكبها البشر و مهما كانت نواقصهم و خطاياهم، فلنمارس التسامح متذكرين أنه عندما تظهر لنا هذه الأخطاء في الاخرين فإننا ننظر إلى حماقاتنا و خطايانا من خلالهم...
انها نواقص الإنسانية التي ننتمي إليها جميعا و التي نتشارك أخطائها كلها، أجل حتى تلك الأخطاء التي تشير اليها الان بكل هذا السخط لمجرد أنها لم تظهر في أنفسنا حتى الان.
انها ليست أخطاء على السطح، بل هي موجودة هناك في أعماق طبيعتنا، وإذاجاء ما يستدعيها سوف تحضر لتظهر نفسها، تماما كما تراها الان في الاخرين، و من الصحيح قد توجد في إنسان أخطاء لا توجد في رفيقه و لا يمكن انكار أن المجموع الكلي للصفات السيئة في بعض الحالات يكون ضخما جدا، لأن الفارق في الفردية بين الإنسان و الإنسان يتجاوز كل مقياس.
ان القناعة بأن العالم و الإنسان شيء كان يفضل أن لا يوجد، لها تأثير يملؤنا بالتسامح مع بعضنا البعض، بل إنه من وجهة النظر هذه لا ينبغي أن نعتبر الصيغة المهذبة "سيدي" أو "مولاي" بل "رفيقي في المعاناة"، يبدو هذا غريبا، و لكنه متوافق مع الحقائق فهو يرينا الاخرين في مظهرهم الصحيح و يذكر بذلك الذي هو في اخر المطاف الشيء الأكثر ضرورة في الحياة، التحمل و الصبر و التأني و حب الجار، و هي أشياء يحتاجها الجميع و بالتالي يدين بها كل انسان لنظيره".
- من كتاب تهمة اليأس
تعليقات
إرسال تعليق