الفيلسوف الشاعر: لماذا كان فريدريك نيتشه يكتب فلسفته على شكل شذرات؟
بواسطة سارة عمري
إنّ أسلوبي ضربٌ من الرقص، إنّه يهزأ بكل التناقضات ويتخطاها بقفزةٍ ويسخر منها.
فريدريك نيتشه (1)
لم يكن فريدريك نيتشه محطِّم الأصنام فقط وقاتل الإله، أو الفيلسوف الذي تحدّى القيم والأخلاق السائدة في مجتمعاتنا الحداثيّة وما بعدها، لم يهاجم الفلسفة الكلاسيكيّة كذلك في فترة طلوع شمس العقل فقط، بل تحدى أيضًا النسق الفلسفيّ والخطاب العقلانيّ الموضوعيّ الذي يقدّم نفسه على أنّه مع الحياديّة وواضحٌ محكوم باللوغوس.
ولقد رأى نيتشه في هذا الوضع تقييدًا ومحاولاتٍ أخرى لإحكام قبضة اليد على الفكر والإنسان بطريقة لادينيةٍ تحقق أهدافًا ذات جذورٍ دينيةٍ.
كما كان يكتب فلسفته على شكل شذراتٍ أدبيّةٍ ميّزته عن غيره من الفلاسفة رغم وجود القليل الذي كتبه بشكل نسقيّ، فهو لم يكن فيلسوفًا فقط بل شاعرًا كذلك وموسيقيًّا؛ الشيء الذي أيقظ عدة احتمالاتٍ حول سبب أساليب كتابته التي تعّج بالغموض والصعوبات.
-نيتشه والأسلوب الشذريّ:
يرى نيتشه أنّ أفضل الأفكار التي تأتي الشخص هي الأفكار التي تراود الإنسان وهو يمشي(2)، فهو يحيلنا بذلك إلى العفويّة وعدم الإصطناع وإجهاد الفكر حتى يخرج لنا بفكرة ربما لا تكون قريبةً من الحقيقة بل مُختلَقةً فحسب.
كما يقول: لي ريبة من كل النظاميين وأحرص على الإبتعاد عن طريقهم، إرادة النظام نقص في الاستقامة(3). وفي ترجماتٍ أخرى تُترجَم الاستقامة بأنها الأمانة أو النزاهة، وهذه العبارة النيتشويّة المعروفة تتحدّث عن رفضه للأنساق الفلسفيّة وتنظيم خطابها بشكلٍ محكمٍ ورصينٍ يعتبره نيتشه ليس من باب الأمانة الفكريّة أو العلميّة لأنّه ضد العفويّة.
وبذلك فهو يرى أن تفادي الكتابة النسقيّة من الشؤون الأنسب والأصوب للفيلسوف والمفكّر، وقد تحدّث نيتشه عن غموض كتاباته عدة مرات.
كما صرّح بصعوبة فهمها بل وقال: كل من يعتقد أنّه يفهم كتاباتي فهو فهم فقط من منظوره هذا هو(4).
و لما كان نيتشه فيلولوجيًا دارسًا لفقه اللغة فقد رأى أنّ فهم كتاباته التي تحتوي على أسلوبٍ مختلفٍ وكذلك مراوغاتٍ لغويّةٍ سنراها في المقال لاحقًا لا يكون إلا عبر القارئ الماهر والفيلولوجي المتمرّس الذي يمكنه البقاء مع فقرة واحدة وقتاً طويلاً حتى يفهم، كما أقرّ أنّه يجيد الكتابة بمختلف الأساليب أيضا(5).
ومن شدّة تعثّر البعض في إدراك فلسفة نيتشه وكتاباته حتى قال أحد الباحثين عنه أنّه ربما لم يكن يريد أن تُفهم نصوصه (6)، وعلى الأقلّ عدم الفهم بشكل ٍواضحٍ وسهل، رغم هذا لم يُعرف إلى الآن الهدف من شكل الأثر النيتشويّ الشعريّ وأسبابه على وجه القطع.
غير أنّ العديد من الدارسين والباحثين قد وضعوا احتمالاتٍ واستنتاجاتٍ يمكن أن تكون مدعاةً وسبيلًا لتفضيله على هذه الطريقة؛ سنكتشفها في الأجزاء الباقية مع تقديم اضافاتٍ ووجهات نظرٍ أخرى تربط أو تنقد بعضها.
-المرض:
نحن نعلم بمعاناة نيتشه من عدة أمراض عضويّة لازمته حتى وفاته إضافة إلى مرضه العقليّ أو العصبيّ الذي كان سبب دخوله المصحة العقليّة.
لقد كان جسد نيتشه ضعيفًا؛ فقد كانت لديه مشاكل مثلما ذكر في جهازه الهضميّ و عينيه أيضا(7).
هذا الشيء الذي عدّته المؤرخة لوسالومي التي جمعتها علاقة صداقة معه سبيلًا في نهجه هذا النهج والأسلوب الشذريّ؛ فهي قد رأت وكذلك مع الفيلسوف الألمانيّ يوجين فينك وعلى عكس العديد من الباحثين أنّ هذا الأسلوب لم يكن محببًا عند نيتشه؛ فهو أسلوب غامض “متقطّع” ليس كالنسق الواضح المنطقيّ وفي رأيها إنّ المرض كان هو سببه.
فنيتشه حسب لوسالومي قد أراد التخلّص من الكتابات الشذريّة في كتابين له كانا معاكسين لأسلوبه الأخير المعتاد الذي أراد تفاديه، غير أنّ المرض وآلام العينين كان يشدانه للبقاء فيه(9)
ونجد في هذا الاقتراح تبريرا متميّزًا عند لوسالومي يضع المرض فيه موضع الاتّهام والذي هو الحلّ الوحيد لأسلوب نيتشه، غير أنّه لا يخفى علينا أنّ نيتشه تحدّث عن كتاباته الشذريّة بشكلٍ لا نرى فيه أي شعورٍ بالانزعاج؛ بل قد تخلّله المدح والإفتخار، من دون أن ننسى أنٌ الكتابة الشذريّة التي تتضمن الشعر هي صعبةٌ أيضًا وتتطلب وقتًا وجهدًا لا يقلّ عن الكتابة النسقيّة في مقدار امكاناتها.
-الروح الشعريّة:
يبني البعض استنتاجاتهم حول سبب كتابة نيتشه لهذا الأسلوب على إجادته للشعر، فهم يرون أنّ كتاباته الشذريّة التي تتخلّلها الإستعارات والمجاز والأساليب الأدبيّة متفاديةً البرودة والصرامة في نظم الكلمات يعود إلى أنّ نيتشه لم يكن فيلسوفا فقط بل شاعرًا لديه حسٌ أدبيّ(10).
إنّ الشعر يعبّر عن الحياة والطاقات في الإنسان والطبيعة؛ فنيتشه حسب بيار هيبر سوفرين الذي كتب كتاب “زرادشت نيتشه” قد جمع في كلتا يديه الشعر والصرامة، أما بول فاليري فيقول أنّه وفق بين الغنائيّ والتحليليّ(11).
ومع هذا الرأي يمكننا أن نضيف أيضًا حياة نيتشه؛ فحين نقرأ ما ورد في سيرته سنجد أنّه كان يكتب منذ أن كان صغيرًا بل حتى أنّه كتب بشكل جنسيٍّ رغم صغر سنه جعل من حوله ينصدم(12).
وإنّ الأمر يتعدى ذلك فكان يكتب المسرحيّات ويتشارك فيها؛ فكتب أول مسرحيةٍ له مع أحد زملائه في المدرسة مبنيًا عن نصٍّ سابق بعنوان “الآلهة على أوليمبوس” (13)
فكان يعبّر عن رغباته وأفعاله فكتب لوالدته مرة “أحبك كثيرًا أودّ معانقتك، الأحرى ألّا أفعل فذلك قد لا يعجبك، أودّ أن أعطيك شيئًا أكثر بكثيرٍ ولكن هذا سبب وجود البيت الأخير…” (14)
أو هذه القصيدة التي كتبها وهو في سنتته الثالثة عشرة حيث يقول:أوه ويلٌ للسفينة عندما بفعل الأمواج مالت، تجد نفسها تأخرّت لوقتٍ طويل. (15)
كما كتب نيتشه قصائد أكثر نضجًا من التي أوردناها كان من بينها تجسّيدًا لقصة رجلٍ ضمَّ فيها رؤى ومنظوراتٍ لمشاكل أخلاقيّةٍ ودينيّةٍ جعلت أقاربه متعجّبين، كما نالت اهتمام دارسيه(16).
وبهذا فالقول باقتراح المزاج الشعريّ اقتراحٌ منطقيٌّ كما نعتقد؛ خاصةً حين نرى علاقته بالشعر منذ أن كان طفلاً وليس كما ذهبت إليه لوسالومي كما رأينا في الجزئيّة التي تخصّ مرضه.
-روح الإغريق وديونيسيوس:
لقد كان نيتشه معجبًا بالإغريق كما يمكن تلمّس ذلك من مؤلفاته أيضًا، وقد جعل تاريخه وفلسفته من ضمن دراساته الأساسيّة خاصةً تقديره وإعجابه بالفلاسفة ما قبل سقراط الماديّين؛ الشيء الذي يجعل البعض يرى أنّ أسلوب كتاباته هو محاكاةٌ للأسلوب الإغريقيّ القديم كما كان عند هيراقليطس مثلًا الذي كان من المفضلّين لديه (17).
يقول نيتشه: “أنا تلميذ العصور الأكثر قدمًا خاصةً اليونان القديمة”(18).
ويحتل ديونيسيوس حيزًا كبيرًا في بعض المفاهيم النيتشويّة، وهو إله الأشجار والخضرة والخمر والسكر، وبهذا فقد صار كذلك إله الرقص والغناء كما كانت تقام حوله الإحتفالات الخليعة أيضا(19).
أما أبولون فهو إله الموسيقى أيضا غير أن موسيقاه هادئةٌ وثقيلةٌ يعتمد أكثرها على الغيتار عكس موسيقى ديونيسيوس التي تجسّد قوة الغرائز والطاقات البشريّة وتعتمد على الفلوت(20).
وبذلك فقد جعلهما نيتشه إلهان متصارعان؛ فالإله أبولون يجسّد بنظره الفلسفة السقراطيّة والفنون العقلانيّة -التي صارت تُفضّل الآن- كذلك الخطاب الفلسفيّ المُحكَم، أما ديونيسيوس فهو الذي يمثّل الفن الغريزيّ َ والخطاب الجماليّ القويّ والتجديد والبراءة لكنّه يجعلهما بعد ذلك متوافقين ومتداخلين(21).
إنّ الفكر والفنّ لا يجب أن يكونا بصيغةٍ رتيبةٍ مملّةٍ ومثقلةٍ بالأصفاد والقيود، كما يمثّلها أبولون المتزن، وإنّما ينبغي توفيقه مع ديونيسيوس المُعبَّر عنه بالحياة والشهوة وحب الجسد والعفويّة التي تنساب ببراءةٍ منّا.
يقول نيتشه في ذلك: إنّ التفكير ينبغي أن يُتعلَّم مثل الرقص؛ وكنوعٍ من الرقص أيضًا” (22)
ويقول كذلك “لا يمكن البتّة أن نقصي الرقص بجميع أنواعه من كلّ تربيةٍ راقية، فإجادة الرقص تكون بالقدمين وبالأفكار وبالكلمات، هل سيتعيّن عليّ أن أضيف بأنّه على المرء أن يجيد الرقص بالقلم وأنّه على المرء أن يكون قادرًا على الكتابة؟”(23).
إنّ الروح الإغريقيّة والديونيسيوسية تبدو وكأنّها أوحت إلى نيتشه بفلسفته وأسلوبه في الكتابة أيضًا إذا ما أخذنا هذا الرأي إلى جانب روحه الشعريّة.
-ضد اللوغوس:
يرى البعض الآخر أنّ نيتشه رأى في الأسلوب الشذريّ دليلاً يقوده نحو الفلسفة الصحيحة مبتعدًا بذلك عن تعاطيه مع العقل وتقديره بأنّه أساس كل فكر(24)، حيث تكون الفلسفة الأكاديميّة ونصوصها التي تقدم نفسها بشكلٍ متحيزٍ موسومةً بالعقلانيّة والمنطقيّة التي تكتب لمجالها الثبات الذي يتأتّى من العقل وقيمه (25).
لقد رفض نيتشه سطوة العقل ورآه مجرد أداةٍ مثله مثل باقي أعضاء الجسد وليس سيدًا على الإنسان ومفتاحًا للحقيقة كما جُعِلَ منذ ظهور سقراط وما بعده(26).
يقول: كيف جاء العقل إلى العالم؟ لقد جاء كما ينبغي له أن يكون بطريقةٍ لامعقولةٍ وعن طريق الصدفة، وأنه لمن الضروريّ تفكيك رموزه كلغز(27).
رأى نيتشه أنّ هذه النزعة العقليّة امتدت إلى ما بعده فجعلت كل شيءٍ يسير مع مصطلحاتٍ مثل الجوهر والهويّة والكلّيّة أو اليقينيّة (28).
ومن خلال اللّغة المنّظمة المتحالفة مع السلطة التي تتحكم بها؛ تُخلَقُ هذه المفاهيم، كما تجعل المرء ينقاد وراء هويّةٍ معيّنة (29)، ويستعمل أساليبها الفيلسوف أيضًا؛ كما فعل ايمانويل كانت مع فلسفته النقديّة العقلانيّة التي في باطنها لاهوتٌ مستتر(30).
إذن فإن نيتشه “فضّل أشكال التعبير التي تنحو منحى الكلمة الجامعة والشعر… على النقيض تمامًا من لغة الإستدلالات المنطقيّة والبرهنة الصارمة التي كانت تفتن ديكارت و هيجل”(31)
وبهذا فإن النظم الفلسفيّ للأفكار والمنهجيّات ليس بريئًا على الإطلاق؛ فأعمدته قائمةٌ على مثل تلك المفاهيم الوهميّة حسب نيتشه، والتي تنبذ الاختلاف والتنوّع والإنسيابيّة؛ فتجعل كل نصٍّ وكل فهمٍ واحدًا مع اللّغة.
ومع ذلك فإنّه لم يلغِ العقل بل رفض كونه المسؤول عن كل تقدّم بشريٍّ وحضاريٍّ وأنكر عَدَّه أساس المعرفة؛ فصَادَر منحه مشروعيّة الفهم والحقيقة بينما هو أداة في تاريخنا البيولوجيّ تساعدنا على البقاء، فلا بأس باللاعقلانيّة والقليل أو الكثير من المشاعر والغرائز التي توّجه أفكارنا وربما هذا يوافق كذلك المسألة الشعريّة والديونيسيويّة مع فكر الإغريق.
-الحضور داخل النّص:
إنّ الموضوعيّة الآن في منهجيات العلوم الإنسانيّة وما تتحلى به من أكاديميّة تجبر الباحث والمؤلف على رمي كل نزعاته العاطفيّة أو الفلسفيّة والدينيٌة حين يشرع في دراسة يختارها، وإنّ حضور المؤلف في النص أو فكرته لا يعتمد على ما يعتقد فيه، بل ما يدرسه ويحلله ويصل إليه بطريقة يحاول فيه تجنّب التحيّز بقدر المستطاع.
لم يكن نيتشه مع هذا الأمر؛ فهو كان ضد أن يموت المؤلف أو الفيلسوف داخل نصّه وفلسفته؛ فتجنُّب الكتابة عن أهواءٍ ومنظوراتٍ شخصيّة، أو التجرّد من السخرية أو الذم حين يقدّم المفكر بحثه ورؤيته هي طريقةٌ خاطئة، ولا يمكن للشخص في المقام الأول أن يتجرّد من غرائزه التي تتصارع فيما بينها وأن يرى من منظورٍ غير متحيز؛ بل إنٌ العكس هو الذي يحدث(32). وبذلك فقد عجّت كتابات نيتشه الفلسفيّة بآرائه؛ فنجده ينفي شيئًا ويرّسخ أمرًا آخر، ويسخر من هذا ويمدح ذاك، ويتحدّث بكل ثقة، كما يستعمل تجاربه الحياتيّة والشخصية في رؤيته.
كما أنّ الأمر لا يتجلّى في هذا الغرض فقط بل حتى في اللّغة التي هي مجرد أداة من أدوات السلطة تبسطها كيفما وأينما شاءت لتطبق أجنداتها وتستقطب إليها الأشخاص لتجمعهم في هويّة وانتماء كما رأينا سالفًا.
وبهذا فهو يستعملها لصالحه؛ فنجده يراوغ بشكلٍ لغويٍّ في مؤلفاته عدة مراتٍ ليظهر فكرةً مبطنةً ما، مثلما نعثر في أحدها على جملة: “من وجهة نظر سبينوزا” التي يُمكن أن تُقرأ أيضًا في لغتها الألمانيّة: “وجهة نظر عنكبوتيّة” كون إسم سبينوزا يشابه كلمة عنكبوت (Spinne) وإنّ فعل (spinnen) يعني أيضا كلمة “ينسج” وهذا ما يحيل القارئ إلى أنّ نيتشه يقصد القول بنسج التفاهات(33).
إنّ دخول نيتشه في نّصه الفلسفيّ الذي كان بشكلٍ غير مألوفٍ أمرٌ لا يمكن الخلاف عليه عند أيّ باحثٍ وقارئ؛ أكان ذلك عبر روحه الشعرية مع الديونيسيويّة والإغريقيّة أو هجومه على العقل والنظم أيضًا ناهيك عن ألاعيبه اللغويّة.
خاتمة:
يعيد فريدريك نيتشه تذكيرنا بضرورة البقاء أحرارًا مع ذواتنا، كما يوّد إيصال فلسفته عبر اتخاذه هذا الأسلوب المرذول من الكثيرين؛ وهو أنّ الفكر ليس متعلّقاً بالأسلوب ولا يمكن لأيّ مقياسٍ كهذا أن يكون دليلًا على شرعيّته أو صحته، خاصةً حين يكون منقادًا لتوّجهٍ معيّن ٍ تحكمه إيديولوجيّةٌ فلسفيّةٌ وسلطويّة.
و على الفيلسوف أن يتحلّى بالشاعريّة وبراءة الذهن والفكر، وأن لا يكبح غرائزه ووجهات نظره في دخولها غمار دراساته.
وسواءً كان سبب اتخاذه هذا الأسلوب مرضه الجسدي والذي نعدّه قولًا ضعيفًا -لكنّه ممكنٌ على أيّ حال- مع باقي الآراء التي قمنا باعتبار جميعها صحيحةً ومترابطةً بين بعضها أم أسبابًا أخرى نجهلها، إلّا أنّ تأثير بعض الفلاسفة القدماء عليه والفنون وتفضيلاته للأدب منذ طفولته كلُّ ذلك كان له دورٌ بالغٌ في فلسفته.
تعليقات
إرسال تعليق