الساعة الخامسة والعشرون \ فيرجيل جيورجيو


 

إن الإنسان يستطيع السيطرة على كل الحيوانات المفترسة. غير أن حيواناً جديداً ظهر على سطح الأرض في الآونة الأخيرة. وهذا الحيوان الجديد اسمه: المواطنون. إنهم لا يعيشون في الغابات، ولا في الأدغال، بل في المكاتب. ومع ذلك فإنهم أشدّ قسوة و وحشية من الحيوانات المتوحشة في الأدغال. لقد وُِلِدوا من اتحاد الرجل مع الآلات. إنهم نوع من أبناء السفاح، وهو أقوى الأصول والأجناس الموجودة الآن على سطح الأرض. إن وجههم يشبه وجه الرجال، بل أن المرء غالباً ما يخلط بينهم. ولكن لا يلبث المرء حتى يدرك، بعد حين، أنهم لا يتصرفون كما يتصرف الرجال، بل كما تتصرف الآلات. إن لهم مقاييس وأجهزة تشبه الساعات، بدلاً من القلوب، وأدمغتهم نوع من الآلة، فهُم بين الآلة والإنسان، ليسوا من هذه ولا من ذاك. إنّ لهم رغبات الوحوش الضارية، مع أنهم ليسوا وحوش ضارية، بل إنهم مواطنون ... إنها سلالة غريبة اكتسحت الأرض.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معضلة القطار...علم الأخلاق

كلُّه نكتة كونيّة \ روبرت أدمز

معضلة سفينة ثيسيوس

الحياة \ فريدريك نيتشه

قرد في الأكاديمية \ فرانز كافكا

شجاعة الحكمة بين الخوف والرغبات

لماذا لا يمكن تخطيط العظمة؟ Why Greatness Cannot Be Planned

عصر الفراغ \ جيل ليبوفتسكي

الأبعاد الفلسفية لفيلم أنا لا أكذب .. ولكني أتجمل

أوهام العقل... صراع الذاكرة وألزهايمر في رواية هولندية