نشيد سيّد السّبت \ لأشرف القرقني
بيتي تابوتٌ خشبيّ صنعتهُ من أغصان شجرتي الوحيدة. ودون حاجة إلى طلائه على نحو لامع، نثرتُ دموعي على شقوقه فهوى. أَغلقني عن العالم الذي تزحف فيه المسوخُ البشريّة إلى حتفها باسمةً. وفتحتهُ على عوالمَ مخفيّة تسكنني. في اللّيل، حين تذهبُ الحزينات إلى النّوم والحزانى إلى الخمّارات النّائية، أدخل في مسافات رماديّة. الضّبابُ كثيفٌ. لكنّني أرى بأناملي عيونا حمراء تبرقُ في العتمة. الأشجار تشابك أغصانها لكنّ خطوتي تتقدّم. العشبُ أزرق والنّدى رؤوس صغيرة تتهاوى. ليس حلما ما أنا ماضٍ فيه كي أعود إلى مفسّريه لاهثا. وليس حقيقةً حتّى كي أفكّر. شبحٌ مائلٌ يمضي بي إلى ما لستُ أعرف. وأسمّيه أنا كلّما سحبني أكثر. تدريبٌ دوريّ على الموت أتعلّم خلاله نعيَ نفسي بما يليق بها. أقرأ الآيات التي كتبتها طفولتي في غيابها. أشكر الذين غابوا عن اللحظات التي تحتاجهم. ألعنُ الجمرة التي خرجتُ من جوفها نهرا. وأسمّي حياتي حديقة لم يسقط من سمائها أحدٌ. الجميع مكثوا هناك صاخبين حيثُ تركتهم وتهاويتُ إلى أسفلي.النّهار نائمٌ تحت الشّجرة. سيوقظه طرْق غيابي على الخشب. وأنا أعضّ على الأبواب.
تعليقات
إرسال تعليق