المشاركات

الرغبة هي جوهر الإنسان \ سبينوزا

صورة
  الرغبة في فعل أي شيء ترتبط بالنتيجة التي سوف يحدثها للمرء، والنتيجة النهائية التي يريدها أي فرد من أي فعل هي الشعور باللذة والمتعة والمعنى، إن اعتبرنا أن المتعة الذهنية متعة فعلا وليست مجرد وهم. يمكن التأكيد على هذا الاستقراء من خلال عدة نماذج: -  العمل مثلا ليس غاية في ذاته، فالغاية منه كسب المال، والمال ليس غاية في ذاته، الغاية منه شراء الخدمات، والخدمات ليست لها غاية في ذاتها، فسبب وجودها راحة الإنسان ومتعته، والسؤال عن الغاية من متعة  الإنسان لا معنى له، لأن الغاية التي تتجاوز الإنسان لن يدركها إدراكا حقيقيا، وقد لا تعنيه فعلا، وربما تعني الآلهة أو أي كينونات أخرى إن وجدت.  - العلاقة بين الجنسين مثلا ليست غاية في ذاتها، فالهدف هو الجنس والاهتمام المتبادل والشعور بأن المرء مرغوب (ولو أنه دافع غير منطقي) ، أي تحقيق دوافع فيسيولوجية ونفسية.  يبقى إذا أن المتع الحسية والمعنوية والنفسية هي جوهر الفعل البشري، وما يؤرق أو يجعل تجربة  الإنسان في العيش مختلة بدرجة أو بأخرى هو إما:  - عجزه عن عيش ما يعتبره متعة وفق تكوين مزاجه، وهو ما يمكن تسميته الموانع ا...

قطيع الماشية \ فريدريك نيتشه

صورة
    ‏تأمل في قطيع الماشية الذي يرعى أمامك: إنه لا يميز بين الأمس و اليوم، إنه يتقافز، و يأكل، ويسترخي و يجتر ما يأكله، ثم يتقافز مرة أخرى، وهكذا من الصباح حتى الليل ومن نهار إلى نهار، مقيداً باللحظة وسرورها أو استيائها، وبالتالي لا هو بكئيب، و لا يشعر بالملل. هذا مشهد صعب على الإنسان رؤيته، فعلى الرغم من أنه يحسب أنه أفضل من الحيوانات لأنه إنسان، فإنه لا يسعه إلا أن يحسدها على سعادتها ، فما تملكه، حياة لا تشعر بالملل أو الألم، و هذا هو ما يريده بالضبط، ومع ذلك لا يستطيع الحصول عليه لأنه يرفض أن يكون كحيوان.‏ قد يسأل إنسان حيواناً: "لماذا لا تتحدث معي عن سعادتك، بل تقف و تحدق إلى وجهي فقط؟". سيود الحيوان أن يجيب قائلاً: " هذا لأنني دائماً ما أنسى على الفور ما أردت أن أقوله"، لكنه نسي حينها هذه الإجابة أيضاً، وظل صامتاً: تاركاً الإنسان لدهشته.

ليس في وسعنا عمل شيء \ اميل سيوران

صورة
ليس في وسعنا عمل شيء. هكذا ظلت تلك العجوز التسعينية تردّ على كل كلامي ، على كل ما صرخت به في أذنيها حول الحاضر، حول المستقبل، حول سير الأشياء.. تركتُها ساخطاً عليها، و ما أن صرت في الخارج حتى انقلبت مشاعري رأسا على عقب ، العجوز على حق. كيف لم أُدرك فوراً أن مقولتها الرتيبة تلك تتضمن حقيقة، قد تكون أهم الحقائق على الإطلاق، بما إن كل ما يحدث يُنادي بها و كل ما فينا يرفضها.

12 Angry Men

صورة
  الخوف من المجتمع وعدم قُدرتك على قول رأيك صراحة في أي شيء ما هرباً من رؤية ردة فعل الآخرين المُخالفة لك حتى وإن كنت على صواب تجعل شخصيتك تضمحل وتضعف شيئاً فشيئاً مع الزمن حتى تختفي. أن تقف في وجه الجميع وتُعبر عن رأيك دائماً مهما كانت ردة فعل الآخرين تحتاج إلى قوة وجسارة وتحمل أقوالهم وردة فعلهم على ما قلت. المسير مع التيار سهل جداً وأغلب البشر يُفضلون أتباعه لسهولته ويتنازلون مع الزمن عن حقهم الشرعي في الإدلاء بأصواتهم. هذا العجوز يعلم تماماً هذا الشعور حيث عاش كل حياته كنكرة ولم يأخذ أحدهم يوماً برأيه أو نصيحته حتى نسي نفسه التي رآها في المُحلف رقم 8. دائماً قل رأيك ولا تخشى السُخرية لأنها يوماً ما ستتحول إلى مديح.

الفن \ كلايف بل

صورة
  إيه اللي بيخلينا نسمي لوحة لفان جوخ بـ "فن" وما يخليناش نقول على ترابيزة السفرة "فن"؟ دا سؤال بيطرحه كلايف بل في كتابه العظيم "الفن"، في محاولة ناجحة لتأسيس نظريته الفلسفية حول الجمال الفني. بيعتقد كلايف بل إن سبب أساسي هو المتلقي. متلقي الفن بيقدر يعرف إن لوحة فان جوخ فن، عناصرها وألوانها وأفكارها فن، في حين إن ترابيزة السفرة مش فن، أو حرفة يدوية تقليدية يمكن تعلمها طبقًا لقواعد معروفة ومقاسات محددة، ومن هنا كان في فرق أصلا ما بين "الرسم" و"الفن"، بمعنى إن مش كل رسم ممكن يطلق عليه فن، مش كل رسام فنان. كلايف بل بيوصل لمعضلة: هل كل متلقي هو متلقي جيد للفن؟ هل المسألة فقط في إيد المتلقي لوحده؟ هنا بيوصل كلايف لما سماه "التربية الجمالية". يقدر شخص عادي يحكم على أي عمل فني إنه فن، بس عشان يوصل لدا الفطرة لوحدها مش كفاية، محتاج يتربى تربية جمالية عشان يميز الفن والجمال اللي في العمل الفني. لكن من ناحية تانية، تم الاتفاق ضمنيًا وبالبديهة إن العمل الفني له شروط، اللي هي المعايير الفنية، اللي مش شرط يكون حد واحد حطه لكنه "الحس ...

البارانويا \ جاك لاكان

صورة
  "بشكل أدق، يمكن لنا أن نعرف البارانويا، كتحديد للجويسانس في ذاك المكان بالذات من الآخر الأكبر" يعيش البارانوئي في بحثه الدؤوب عن التفاصيل والمعاني الخفية في كل صغيرة وكبيرة، سواء في توهم المطاردة والملاحقة أو في نظريات المؤامرة، لذة بشكل مواز لمعاناته وألمه. فأن يشعر البارانوئي نفسه ملاحقا دوما، يعني أيضا أنه لا يغيب عن تفكير الآخر، فكأنه في ذهن الآخر (الأكبر) طوال الوقت، هناك دوما من يفكر فيه ويضع الخطط للايقاع به. تبدو تلك اللذة (الجويسانس) غير محدودة، قادمة من منبع المعنى الذي لا ينضب (الآخر الأكبر). لذلك لا يريد البارانوئي في الحقيقة أي علاج، فرغم كل معاناته إلا أنه يرى نفسه على علاقة خاصة مميزة مع الآخر الأكبر. وكأنه يدرك تماما مكان لذته تلك عند ذاك الآخر، وكأنه قادر على العودة لهذا المكان كلما يريد !!.

الحياة أقصر من أن نضيعها في العلاقات الاجتماعية \ أحمد خالد توفيق

صورة
  عامة أحاول ألا أصادق أحدًا على الإطلاق لأن الحياة أقصر من أن نضيعها في العلاقات الاجتماعية· اليوم يزورك إبراهيم الششماوي وزوجته وأطفاله الخمسة، ويقضي الأمسية كلها يحكي لك عن أمجاده ورئيسه الأحمق في العمل الذي لا يفهم أي شيء، بينما تنشغل زوجته في صفع هذا الولد القليل الأدب وضرب هذا و ركل ذاك، وينشغل الأطفال في تحطيم كل شيء تحبه أو تعتز به في البيت، وزوجتك تبتسم مؤكدة أن··· كراش ش ش! هذا صوت شاشة التلفزيون التي قذفها أحدهم بمطفأة السجائر· زوجتك تؤكد أنه لا مشكلة وأننا كنا نتمنى من زمن أن يتحطم هذا التلفزيون· وفي النهاية يرحلون كالمغول تاركين خرابًا وأرضًا محروقة، وعليك أن ترد الزيارة·· ونتيجة رد الزيارة أن يردوا الزيارة! لا·· لا يوجد شيء يستحق هذا كله· 

Amadeus (1984)

صورة
  في رواية "إبنة القس" لجورج اورويل فقدت دوروثي إيمانها بدون مقدمات، لكنها في نفس الوقت لم تفقد حاجتها الروحية للإيمان، نقطة تحول كانت و لا تزال تزداد جدلية كلما تمعن المرء في أمرها، و رغم عديد التبريرات إلا أن التفسير الأكثر منطقية كان جملة تحمل بداخلها سخرية كبيرة و كانت علي لسانها تمر ( ربما فقدت الإيمان مثل طفل توقف عن الإيمان بوجود الجن)، ربما يكون ذلك الجواب كافي حتي مرحلة ما و مُرضي كذلك لكن عندما تُثار القضية مرة أخري سيبحث العقل عن جواب يُرضى ربما يجده او لا لكن الحقيقة أنه لن يتخطاه بتلك السهولة، و لن تكون السهولة متمثلة في الشق الثاني من المعضلة و هي الحاجة الروحية الملحة للإيمان حيث و أن كل إنسان يبحث عن الإيمان بفكرة أو غيرها، و فكرة أن تحيا بلا إيمان تبدو مرعبة و مفزعة و في أغلب الأحيان لا يتقبلها عقل حتي لو حاول بتجاوزها أو نكرانها، حتى عندما حاول ساليري أرغمته مداركه علي الإيمان بشئ ما، و بغض النظر عن سبب فقده لإيمانه لا يمكن تجاهل حقيقة بحثه الذي لم يستمر كثيراً فأمسي يؤمن بجلاده، بمجده و حب الموسيقي له  و خشوعها، فوجدها حقيقة ساطعة سولت له أفكاره إعتناقها عن...

الحمّامة \ باتريك زوسكيند

صورة
    في رواية باتريك زوسكيند  (الحمّامة) جسّد فيها مفارقة وجودية مخيفة: حين تخوض هذا الوجود بجُبن وخوف وهروب مُستمرّ، فإنّ أعتَى أزماتك الوجودية، ستنفجّر عند أتفه الأسباب!  سَعيَك الدائم والحثيث للسيطرة على حياتك وإحكام قبضتك عليها وكأنّك إله، يجعلك وجعلها حصينة ومنيعة ضد التقلّبات والمشكلات، يجعل ردّة فعلك عُصابية وهستيرية تّجاه أبسط اختراق أو انتهاك في حياتك. جوناثان كان قد أسّس عالَمه الجديد في باريس، بعد سلسلة من الخيبات الحياتية التي لَم يُحاول أساسًا أن يجد إجابة عنها، فرحيل والدته ووالده وأخته، كلّ مآسيه السابقة، قرّر أن يتقفّز عنها وأن يهرب منها وأن يؤسّس حياة بعيدًا عن كلّ هذه المآسي التي لَم يَعي أو يُناقش بنضج شعوره حيالها. لكنّ جوناثان نفسه يتأزّم وجوديًا في غرفته في باريس، هذا العالَم الآمن ومُحكَم الإغلاق الذي أسّسه لنفسه، كلّ هذا ينهار حين يرى حمامة تحدّق به عبر النافذة، فيشعر كما لو أنّه مُخترَق مرّة أخرى ومُهدّد، وأنّه عادَ ليفقد السيطرة على حياته. هذا المخلوق المُسالِم، كان سببًا لتفجير المتراكم المَكبوت، وإرباك الذات المُهتزّة، والكشف عن تشظّي الداخ...

الجندي الأبتر \ غابرييل غارسيا ماركيز

صورة
  اتصل جندي أرجنتيني بوالدته من مقر كتيبته وكان عائداً للتو من جزر فوكلاند بعد انتهاء الحرب ، وطلب منها أن تسمح له بأن يحضر معه إلى المنزل أحد رفاقه الذي تعرض لبتر بعض أعضائه نظراً لأن عائلته تسكن في مكان بعيد وهو بنفس عمره 19 عام إلا أنه قد خسر إحدى ساقيه وأحد ذراعيه وفقد بصره أيضاً وعلى الرغم من سعادة الأم بعد عودة ابنها حياً من الحرب إلا أنها أجابته بفزع قائلة بأنها لن تتحمل رؤية ذلك الشاب ورفضت أن تستقبله في بيتها ، صمت ابنها ثم قطع الإتصال واطلق رصاصة على نفسه ، فقد كان هو ذلك الجندي الأبتر لكنه لم يرد أن تتحمل والدته عذاباته طيلة حياتها مجاملة له.

الفوز بالسعادة \ برتراند راسل

صورة
  إن مجرد غياب الجهد من حياة الإنسان يزيل مكوناً رئيسياً من مكونات السعادة منها. فالإنسان الذي يمتلك بسهولة الأشياء التي يشعر ناحيتها برغبة متوسطة يستنتج أن الحصول على الرغبات لا يحقق السعادة. فإذا كان من ذوي الميول الفلسفية فإنه يستنتج أن الحياة الإنسانية هي بالضرورة بائسة، حيث أن الإنسان الذي يحصل على كل ما يحتاجه لا يزال غير سعيد، وينسي أن افتقاد الإنسان لبعض الأشياء التي يحتاجها يُعد جزءًا لا غنى عنه من السعادة.

الناس ليسوا مخلوقات مهذبة \ سيجموند فرويد

صورة
  الواقع أن الناس ليسوا مجرد مخلوقات مهذبة ودودة تتمنى الحب ولا تملك إلا الدفاع عن نفسها لو هوجمت ، لكن قدراً كبيراً من الرغبة في الإعتداء يشكل جزءاً من طبيعتهم الغريزية . والنتيجة أن الناس لا تنظر إلى الجار على أنه إنسان يمكن أن يبذل لهم العون لو احتاجوه ، أو أنه يستحق أن يكون موضع حبهم ، لكنهم يجدون فيه ما يغريهم أن يصبوا عليه شحنة العدوان التي يمتلأون بها ، وأن يستغلوا طاقته على العمل استغلالاً مجانياً ، وأن يستخدموه لإشباع الجنس عندهم من غير رضاه ، وأن يستولوا على ممتلكاته ، وأن يذلوه ويؤلموه ويعذبوه ويفتكوا به .  وما أصدق المثل القائل أن الإنسان ذئب بشرى. من كتاب الحرب والحب والحضارة والموت

الارواح المتمردة \ جبران خليل جبران

صورة
  في كتاب الارواح المتمردة يوضح لنا جبران خليل جبران كيف تسعى النفس البشرية للسيطرة على من هي دونها  " يقول لك الوالد "أنت عاق إذا كنت لا تفعل مثلي”، ويقول لك الكاهن "أنت كافر إذا كنت لا تصلي صلاتي”، وتقول لك المحكمة "أنت مجرم إذا كنت لا تتبع شرائعي” . فتجيبهم: ولماذا؟ فيقولون: لأن جميع الناس يفعلون ذلك، فتصرخ متوجعاً: ولكن جميع الناس تعساء .. وأنا أريد أن أكون سعيداً .. فيقولون لك: كن مثل جميع الناس، لأنك لست أفضل منهم، وهكذا يظل البشر على قيد الحياة وأشباح أجدادهم حية في أجسادهم " .

النظارة الوردية \ جاك لاكان

صورة
  كمن يلبس نظارات وردية، تحمينا الأخيولة من رؤية الثغرات في الواقع، وبشكل أخص الثغرات التي يعاني منها المعنى الذي ندركه لحياتنا. من أكبر تحديات الذات هو دمج المدركات الجديدة في بيئة النفس "المستقرة" إلى حد ما. عملية الدمج تلك، ليست بالأمر السهل، خصوصاً إن تحدثنا عن أحداث صعبة معقدة لا يمكن ادماجها في صورة الذات عن العالم، وهنا يحدث ما يمكن تسميته بأزمة معنى. الأخيولة، النظارة الوردية، تهيئ لنا الأرضية لإهمال الفروقات، وملء الفجوات التي في الواقع لا يمكن ملؤها، ليتثنى لنا الحفاظ قدر الامكان على وحدة الأنا وانسجامها مع الذات.  تنشأ الأخيولة الأصلية، حين يبدأ الطفل باستكشاف رغباته، فدون أخيولة، لا يمكن ترجمة الرغبة على أرض الواقع أصلا. الرغبة التي يحركها النقص، تجد السيناريو المعبر عنها في الأخيولة، ولولا ذلك السيناريو (أو مجموعة السيناريوهات المقبولة في الاخيولة)، لما استطعنا صياغة الرغبة أصلا وبالتالي السعي للوصول إلى موضوع الرغبة. الأخيولة ليست تحقيق أو اشباع للرغبة، بل الطريقة التي يتم فيها تحقيق الرغبة أو اشباعها، مع المحافظة على حدود الأخيولة اللاواعية.

لاقيمة ولا مكان للعقلانية في مجتمعات القطعان \ شوبنهاور

صورة
   لاقيمة ولا مكان للعقلانية في مجتمعات القطعان  يضرب لنا الفيلسوف الملهم "شوبنهاور" المثال التالي : " الانسان السليم العقل والذي يوضع بين المجانين والمرضى عقليا مثل ذلك الذي يمتلك ساعة تمنح الوقت بدقة، ويذهب إلى مدينة فيها كل الساعات غير معدلة على الوقت المناسب. فإذا هو الوحيد الذي يعرف الوقت الصحيح، غير أن هذا لن يوفر له أي عون. ففي المدينة الجميع ضبطوا ساعاتهم على الوقت الخاطئ بما في ذلك الذين يعلمون أن ساعته هي الاكثر دقة في تحديد الوقت".

السقوط في الزمن \ إميل سيوران

صورة
  إننا نكره أيّاً كان أن يتعلق بنا أو يعوّل علينا أو ينتظر أي شيء منّا. التنازل الوحيد الذي نظل قادرين على القيام به تجاه الآخرين هو أن نخيّب ظنهم.  إنهم لن يستطيعوا أن يفهموا على كل حال رغبتنا في التخلص من إجهاد الأنا، وفي التوقف على عتبة الوعي دون الدخول أبداً، وفي الاختباء في أعماق الصمت الاوّليّ، في الغبطة المغمغمة، في الذهول الناعم حيث ترقد الخليقة قبل فرقعة الكلمة. 

فينومينولوجيا \ موريس ميرلوبونتي

صورة
  فينومينولوجيا موريس ميرلوبونتي      مقدمة: ان موريس ميرلوبونتي (1908-1961) هو أهم ممثلي الفينومينولوجيا في فرنسا، إذ تكمن أهميته في القراءة الجديدة التي قدمها للفينومينولوجيا، فعلى الرغم من تأثره الواضح بكل من هوسرل و هيدغر إلا أنه لم يكن يفكر مثلهما و إنما فكر معهما، حيث وجد أن هناك طرحين مختلفين للفينومينولوجيا أحدهما يجعل منها بحثا في المعرفة و هو الذي يمثله هوسرل و ثانيهما يجعل منها مبحثا في الوجود و هو الذي يمثله هيدغر.. إن ميرلوبونتي لا يتنكر لأنواع الفينومينولوجيا السابقة و إنما تبين له أن الفينومينولوجيا ليست صياغة جاهزة بل هي إمكانية مفتوحة، و هو التصور الذي كان مبررا لقيام ما أسميناه ب"الفينومينولوجيا الجديدة". وسنحاول في هذه الدراسة أن نتحدث عن الفينومينولوجيا عند ميرلونتي من خلال الإجابة عن السؤال التالي:ما هو مفهوم الفينومينولوجيا لدى ميرلوبونتي؟ ١ - مفهوم الفينومينولوجيا عند ميرلوبونتي     لقد سعت فينومينولوجيا ميرلوبونتي أولا إلى إيجاد حل لمسألة الوعي؛ لأن فلسفات الوعي خصوصا لدى ديكارت و هوسرل، ترى أن الوعي يحمل موضوعات هي نتاج له، ففي الوع...

الجنة \ محمد الصوياني

صورة
الجنة بالنسبة لي ليست مجرد حقيقة قادمة فقط، إنها المواعيد التي تم تأجيلها رغما عني.. والأماكن التي لا تستطيع الأرض منحي إياها، إنها الحب الذي بَخلت به الدنيا والفرح الذي لا تتسع له الأرض، إنها الوجوه التي أشتاقها.. والوجوه التي حرمت منها، إنها نهايات الحدود وبدايات إشراق الوعود، إنها استقبال الفرح ووداع المعانات والحرمان، الجنة زمن الحصول على الحريات، فلا قمع ولا سياج ولا سجون، ولاخوف من القادم والمجهول. الجنة موت المحرمات.. وموت الممنوعات.. الجنة موت السلطات.. الجنة موت الملل.. موت التعب.. موت اليأس.. الجنة موت الموت.. 

غراميات مرحة \ ميلان كونديرا

صورة
  تصوّرَ أنَّكَ صادفتَ مجنوناً وادَّعى أمامكَ أنَّهُ سمكة ،  وأنَّنا جميعاً سمك .  أتُراكَ تجادله ؟ أتُراكَ تتعرَّى أمامه لتقنعهُ بأنَّكَ لا تملك زعانف ؟ أتُراكَ تقول له صراحة ما تفكِّر فيه ؟ هيَّا قُل لي ! لو أنَّكَ قُلتَ لهُ الحقيقة فحَسْب ، واقتصرتَ على إخباره برأيكَ الحقيقي فيه ، فمعنى هذا أنَّكَ تُوافق على الخَوْض في نقاش جاد مع مجنون ، وأنَّكَ أنتَ نفسكَ مجنون كذلك . ينطبق هذا بالضَّبط على العالَم الذي يُحيط بنا ، فإذا أصرَّيت على أن تقول له الحقيقة بصراحة ، فهذا معناه أنَّكَ تأخذهُ على محمل الجَد . وأخْذُ شيء غير جاد على محمل الجَد معناهُ أنَّنا نفقد كل جدِّيّتنا . فأنا مُضطَّر للكذب لكي لا آخذ مجانين على محمل الجَد ، و كيْ لا أُصاب أنا أيضاً بالجُنون .

فراغ الوجود \ آرثر شوبنهاور

صورة
إن مشاهد حياتنا مثل صورٍ مصنوعة من فسيفساء خشنة، فإذا ما نظرنا إليها عن قرب لا يكون لها تأثير، ولا شيء جميل فيها، إلا إذا وقفت على بعد مسافة ما. ولذلك، فإن حصولنا على أي شيء نتوق إليه ينتهي بإكتشافنا كم هو فارغ وبلا فائدة. وعلى الرغم من أننا نعيش دوماً متوقعين أشياء أفضل، فإننا كثيراً ما نندم ونتوق إلى إستعادة الماضي مجدداً. إننا ننظر إلى الحاضر بصفته شيئاً يجب تحمله في أثناء استمراره، وعلى إنه ليس إلا طريقاً نحو هدف.  ولذلك فإن معظم الناس، إذا نظروا إلى الوراء بعد وصولهم إلى نهاية الحياة، يكتشفون أنهم كانوا دوماً يعيشون مؤقتاً، وسيتفاجؤون إذ يكتشفون أن الشئ ذاته الذي تجاهلوه، وتركوه يمر من دون أن يستمتعوا به، كان هو الحياة التي قضوا كل وقتهم يتوقعونها. كم إنسانٍ لا نستطيع القول عنه أن الأمل جعله أحمق حتى وصل راقصاً إلى يدى الموت !.