الرغبة هي جوهر الإنسان \ سبينوزا
الرغبة في فعل أي شيء ترتبط بالنتيجة التي سوف يحدثها للمرء، والنتيجة النهائية التي يريدها أي فرد من أي فعل هي الشعور باللذة والمتعة والمعنى، إن اعتبرنا أن المتعة الذهنية متعة فعلا وليست مجرد وهم. يمكن التأكيد على هذا الاستقراء من خلال عدة نماذج: - العمل مثلا ليس غاية في ذاته، فالغاية منه كسب المال، والمال ليس غاية في ذاته، الغاية منه شراء الخدمات، والخدمات ليست لها غاية في ذاتها، فسبب وجودها راحة الإنسان ومتعته، والسؤال عن الغاية من متعة الإنسان لا معنى له، لأن الغاية التي تتجاوز الإنسان لن يدركها إدراكا حقيقيا، وقد لا تعنيه فعلا، وربما تعني الآلهة أو أي كينونات أخرى إن وجدت. - العلاقة بين الجنسين مثلا ليست غاية في ذاتها، فالهدف هو الجنس والاهتمام المتبادل والشعور بأن المرء مرغوب (ولو أنه دافع غير منطقي) ، أي تحقيق دوافع فيسيولوجية ونفسية. يبقى إذا أن المتع الحسية والمعنوية والنفسية هي جوهر الفعل البشري، وما يؤرق أو يجعل تجربة الإنسان في العيش مختلة بدرجة أو بأخرى هو إما: - عجزه عن عيش ما يعتبره متعة وفق تكوين مزاجه، وهو ما يمكن تسميته الموانع ا...