أَزمة العالم الحديث \ رينيه غينون


 

بلا شكٍّ، فإنَّ الجمهور كان دائمًا مَقُودًا بشكل أو بآخر، ويمكننا القول أنَّ دورهُ التَّاريخيُّ يقوم خاصَّة على الاستسلام لمن يقوده، لأَنَّهُ لا يُمثِّل سوىٰ عنصر سلبيّ، أي ”مادة“ بالمعنى الأرسطي؛ لٰكِن اليوم، يكفي، لقيادته، اِمتلاكُ وسائِل ماديَّةٍ خالصةٍ، هٰذه المرَّة بالمعنى المألوف للكلمة، ما يُبيِّن جيّدًا درجة الانحطاط الَّتي وصل إليها عصرنا؛ وفي الوقت نفسهِ، يتمّ إيهام الجمهور بأنَّه مَقُودٍ، وأن يتصرّف عفويًّا وأنَّهُ يقود نفسه بنفسه، وكونهُ يعتقد بذٰلك يسمح لنا أن نتنبَّأَ إلى أيّ حدّ يمكن أن تصل حماقتهُ. 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلُّه نكتة كونيّة \ روبرت أدمز

رسالة دوستويفسكي إلى اخيه ميخائيل بعد أن نجى من الاعدام بأعجوبة

قبل بزوغ الشمس \ فريدريك نيتشه

الإرتباك الوجودي الذي ينجم عن حالة الملل

على الطريق \ فريدريك نيتشه

قرد في الأكاديمية \ فرانز كافكا

كتاب مت فارغا \ تود هنري

هل الوعي حرٌّ؟ آناكا هاريس

الجمر البري \ نيكيتا جيل

تجنب الألم \ فيليب فان دان بوسش