مُذكِّراتُ قبُوٍ\ دوستويفسكي


 

إنَّنا اليومُ لا نَعرِف حتَّى أين هي الحياة، وما هي، وما صفتها. فيكفي أن نُترَك وشأنُّنا، يكفي أن تُسحَبَ الكُتب من بين أيدينا، حتَّى نرتبِكُ فورًا، وحتَّى تُختلَطُ علينا جميع الأمور، ثُمَّ أنَّنا حتَّى لا ندري أين نَسيرُ، وكيف نَتَجِه، وماذا يجب أن نُحِبُّ وأن نكره. وماذا يجب أن نَحترِم أو نحتَقِر. حتَّى أنَّه ليشقُّ علينا أن نكون بشرًا، بشرًا يملكون أجسادًا هي لهم حقًّا، أجسادًا تجري فيها دماء. إنَّنا نخجل أن نكون كذلك، ونعدُّ هذا عارًا، ونحلمُ في أن نصبح نوعًا من كائنات مُجردة، عامَّةً، نحن مخلوقات «وِلدت ميتة»، ثُمَّ أنَّنا قد أصبحنا منذُ زمنٍ طويل لا نُولد من آباء أحياء، وهذا يُرضينا ويِعجبنا كثيرًا. إنَّه يُلقى في نفوسنا هوًى. وقريبًا سنجد السبيل إلى أن نولد رأسًا من فكرةٍ. 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دفاعا عن الجنون \ ممدوح عدوان

معضلة القطار...علم الأخلاق

كلُّه نكتة كونيّة \ روبرت أدمز

السمان والخريف \ نجيب محفوظ

معضلة القنفذ \ ‏Hedgehog's dilemma

الوجود مُعاناة

المرأة والعاطفة الشخصية

معضلة سفينة ثيسيوس

قدرة الحيوانات البرية على التعافي من الصدمات بشكل طبيعي بينما يعلق البشر غالبًا في دوامة الصدمات النفسية

رجل في الوسط \ أحمد خالد توفيق