أريد أن أقرأ شعراً / مهدي سلمان - البحرين
أريد أن أقرأ شعراً، كل قصيدةٍ لكل شاعرٍ منسيّ، أريد أن أملأ صدري بعواء الأصابع، وأقف على أطراف الليل المهدوم، ناظراً للسماء المثقوبة ببياض القمر. أريد شعراً خاسراً ومهزوماً، حاقداً ومهترئاً لأقرأه في حفرة روحي، أريدُ أبياتاً سقطت أسنانها الأمامية إثر لكمةٍ وحشية، قصائد مزقت الشمس أسمالها في صيفٍ قائظ، مخطوطاتٍ تعضُّ الترابَ، كأنها أنين الفريسة الأخير. أريدُ قصيدة أصرخها، أخمشُ بها إبهام الأبدية. يا كل القصائد المكتوبة على علب السجائر الفارغة، المحفورة على الأشجار الميتة، المطبوعة بحبر الوجع السريّ، المهملة في سلال الحدائق الذابلة. يا كل النصوص المصابة بالخرس المكابد. اشرحيني وشرّحيني، ضعي على فمي الآه الكونية التي لا أجرؤ على زفرها. أيها الشعر، البسيط جدا كتحية صباح، المهمل كطلب توظيف، ها أنت مرة أخرى محط سخرية الجميع، فقط لأنك لم تحظ بجائزة أو درجات عالية كتلميذ مجتهد... أكثر ما يعجبني فيك أنك لا تهتم، العالم كله يتحول عنك، ولا تهتم. كمنبوذ تركلك أقدام المارة، صدفة فقط يا صديقي. حتى أنهم لم يكترثوا بك ليركلوك عن سابق إصرار. وأنت أيها المسكين الجميل، بجنونك الغريب تسأل كل من...