المشاركات

العالم إرادةً وتمثلًا \ آرثر شوبنهاور

صورة
  لا يوجد إلا خطأ فطري واحد، وهو الفكرة القائلة: إننا نوجد لنكون سعداء؛ فما نحن إلا إرادة للحياة، ونحن لا نفهم من السعادة إلا أنها الإرضاء المتعاقب لإرادتنا. وطالما ظللنا واقعين في هذا الخطأ الفطري، الذي يزداد رسوخًا فينا بفضل المعتقدات التفاؤلية، فإن العالم يبدو لنا حافلًا بالمتناقضات؛ ذلك لأننا نشعر حتمًا في كل خطوة. وفي كل الأشياء كبيرها وصغيرها، بأن العالم والحياة لن ينظما أبدًا بقصد ضمان حياة سعيدة لنا … وفضلًا عن ذلك، فإن كل يوم مر في حياتنا حتى الآن قد علمنا أنه حتى في الحالات التي تتحقق فيها أفراح ولذات، تكون هذه في ذاتها خداعة، ولا تؤدي إلى النتائج التي تعدنا بها، ولا ترضي قلوبنا، فضلًا عن أن الحصول عليها يقترن على الأقل بالمرارة التي يبعثها ما يرتبط بها أو ما ينبثق عنها من الآلام والمنغصات. أما الآلام والأحزان فتثبت أنها حقيقية إلى أبعد حد، وكثيرًا ما تتجاوز كل ما نتوقعه. وهكذا فإن كل ما في الحياة قد رُسِمَ بحيث يؤدي بنا إلى الرجوع عن هذا الخطأ الفطري، وإلى إقناعنا بأن القصد من وجودنا هو ألا نكون سعداء. أما من تخلص بطريقة ما من الخطأ الأولي الكامن فينا ومن ذل التزييف الأول في

مصطلحات سارترية في كتاب "الوجود والعدم"

صورة
( الوجود في ذاته ) : هو الوجود غير الواعي ، وهو وجود الأشياء ، ووجود العالم ، ووجود الظاهرة ، ويتصف بأنه ملاء.  ( الوجود لذاته ) : هو الشعور أو الوعي ، منظوراً إليه في ذاته ، وكأنه في حالة وحدة وانعزال ، وهو انعدام للوجود في ذاته ، وشعور بنقص الوجود ، والشوق إلى الوجود. وهو الإنسان بما هو إنسان ، أي من حيث أنه يتجاوز وجود الأشياء والوجود المادي بشكل عام ، وهو الذات ، أو الذاتية.  ( الوجود للغير ) : وهو الشعور ولكن منظوراً إليه من حيث علاقته بالشعورات الأخرى ، أي من وجهة النظر الاجتماعية والوجود مع الآخرين. وكل وجود للغير يتضمن صراعاً مستمراً مع الوجود للذات ، فإن كل وجود للذات يسعى لاسترداد وجوده الخاص بجعل الغير موضوعاً بالنسبة إلى الأنا أو الذات.  ( سوء النية ) : هو الكذب على الذات داخل وحدة الشعور المفرد. فبواسطة سوء النية يحاول الشخص أن يفلت أو يتهرب من الحرية ذات المسؤولية التي للوجود لذاته. ويقوم على التردد بين العلو والوقائعية تردداً يرفض التأليف بينهما.  ( العلو ) : العملية التي بها ما هو لذاته يمضي إلى أبعد مما هو معطى ، في مشروع يصممه لنفسه. وأحياناً يسمى ( ماهو لذاته ) علواً

مُذكِّراتُ قبُوٍ\ دوستويفسكي

صورة
  إنَّنا اليومُ لا نَعرِف حتَّى أين هي الحياة، وما هي، وما صفتها. فيكفي أن نُترَك وشأنُّنا، يكفي أن تُسحَبَ الكُتب من بين أيدينا، حتَّى نرتبِكُ فورًا، وحتَّى تُختلَطُ علينا جميع الأمور، ثُمَّ أنَّنا حتَّى لا ندري أين نَسيرُ، وكيف نَتَجِه، وماذا يجب أن نُحِبُّ وأن نكره. وماذا يجب أن نَحترِم أو نحتَقِر. حتَّى أنَّه ليشقُّ علينا أن نكون بشرًا، بشرًا يملكون أجسادًا هي لهم حقًّا، أجسادًا تجري فيها دماء. إنَّنا نخجل أن نكون كذلك، ونعدُّ هذا عارًا، ونحلمُ في أن نصبح نوعًا من كائنات مُجردة، عامَّةً، نحن مخلوقات «وِلدت ميتة»، ثُمَّ أنَّنا قد أصبحنا منذُ زمنٍ طويل لا نُولد من آباء أحياء، وهذا يُرضينا ويِعجبنا كثيرًا. إنَّه يُلقى في نفوسنا هوًى. وقريبًا سنجد السبيل إلى أن نولد رأسًا من فكرةٍ. 

أَزمة العالم الحديث \ رينيه غينون

صورة
  بلا شكٍّ، فإنَّ الجمهور كان دائمًا مَقُودًا بشكل أو بآخر، ويمكننا القول أنَّ دورهُ التَّاريخيُّ يقوم خاصَّة على الاستسلام لمن يقوده، لأَنَّهُ لا يُمثِّل سوىٰ عنصر سلبيّ، أي ”مادة“ بالمعنى الأرسطي؛ لٰكِن اليوم، يكفي، لقيادته، اِمتلاكُ وسائِل ماديَّةٍ خالصةٍ، هٰذه المرَّة بالمعنى المألوف للكلمة، ما يُبيِّن جيّدًا درجة الانحطاط الَّتي وصل إليها عصرنا؛ وفي الوقت نفسهِ، يتمّ إيهام الجمهور بأنَّه مَقُودٍ، وأن يتصرّف عفويًّا وأنَّهُ يقود نفسه بنفسه، وكونهُ يعتقد بذٰلك يسمح لنا أن نتنبَّأَ إلى أيّ حدّ يمكن أن تصل حماقتهُ. 

سكيزوفرينيا

صورة
  هُوَ.. عاجِزٌ عن مَعرفةِ كَيفَ يَعيش.!! يَقطُنُ خَلفَ جُمجمتهِ الهَشّة.. إزعاجٌ وَحشيّ.. تَشويشٌ لامُنقطعٌ بِكُلِ بَلادَة.. وَحشٌ مُستبِد وقَبيح.. والذي أسموهُ "سكيزوفرينيا.!!".. يُحدِقُ في وَجههِ على مَدارِ يَومِه المُتباطىء.. وفي حَضرَتِهِ تُصبِحُ حتى أبسطَ المَهام شديدة الصعوبَة.. هُوَ.. عاجِزٌ كُليًا عن ترويضِ هذا الوَحش أو تخديرِهِ بِشَكلٍ تامْ.. عاجِزٌ عن الهُروب مِن جَحيمِهِ المُستَعِر.. والذي يَتجاوزُ لُغة الكَلامْ.. فقط جائِعٌ للخروج مِن ذاتِه.. والسَير نَحوَ حَتفِه عاريًا.. السَير "مُرغمًا" لِيُشبع رغبتهُ الجُنونيّة في الإنتهاء.. هُوَ.. كَانَ يَوَدُ إطفاءَ رأسهِ اللعين.. أو أن يَستبدلهُ بِجذعِ شجرةٍ أو حَجَر.. أن يَستبدلهُ إلى أيّ شيءٍ آخرَ سِوى رأسِه.. وأن تتقطّعَ جَميع جُذورِ روابطِ دِماغِهِ البيولوجيّة.. أن يَتجرَّدَ مِن وحشيّة مَشاعرِهِ وأفكارِهِ وبَشَرِيّتِهِ التي تُثير غَثيانَهُ وإشمئزازه.. أن يَختفيَ بِصمتٍ.. دونَ أن يَلحَظَ حتى هُوَ ذلك.. أن يَتحوّل إلى مَوجَةِ بَحرٍ وحيدة.. تَتَكسّرُ فوق صخرةٍ صَمّاءَ في الظُلمَة.. أو وَرقةَ خريفٍ جَافّة.. أقصى

جيل دولوز و فلسفة نيتشه

صورة
 عندما تكلم ويل ديورانت على كانط في كتابه " قصة الفلسفة"   أشار للضرورة  التعامل الدقيق مع فلاسفة دوي أسلوب معقد و غامض أمثال كانط . نفس الامر بالنسبة للنيتشه بل وتزداد الخطورة هنا فنحن نتعامل مع عالم كلاسيكي في فقه اللغة ذو أسلوب إيحائي مليئ بالمجاز والاستعارة . أكّد ديورانت للضرورة البحث عن كتب تحلل امثال هؤلاء الفلاسفة قبل البداية في التواصل المباشر مع كتبهم خشية الوقوع في الفهم الخاطأ للأفكارهم . وهذا ماوقع مع نيتشه فقد تم تشويه فلسفته من طرف الإيديولوجية النازية ، وكذلك التلاعب والتحريف الذي حدث لكتابه " إرادة القوة" ( المتخلى عنه) .  يعد الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز من أفضل المحللين لفلسفة نيتشه ، حيث قام بدراسة تمتاز بالحس التاريخي ، عن طريق ربط فلسفته بأحداث حياته والضروف التاريخية لعصره . واخرج لنا كتابين :" نيتشه " و " نيتشه والفلسفة " . كان نيتشه يتنبأ بان الشرور سترتكب بإسمه ، فالشر  يحب أن يملأ الفراغات ، ومقولات غامضة للفيلسوف لابد وان يجد لها الشر طريقا .  كان يقول نيتشه بأنه من الفلاسفة الذين سيولدون بعد موتهم . وقد تكون تحليلات دول

عطيل \ وليم شكسبير

صورة
  عطيل يحاول خنق زوجته وهي نائمه لاعتقاده انها خانته: ليست هذه بتجربة عاطفية تستدعي الانتقام انما هي ضربة منصفة عادلة لن اسميها لك ايتها النجوم الطاهرة.انها الحجة .لكنني لن اسفك دمائها ولا اخدش بشرتها الناصعة البياض كالثلج الصقيلة كمرمر الضريح ، لكن لا بد من قتلها لئلا تخون المزيد من الرجال.ﻷطفئ النور.لكن متى اطفأت نورك يا ابدع مثال من صنع الطبيعة الرائعة فلا ادري اين تلك النيران المسروقة من السماء التي تعيد اشعالها بنارك متى قطفت وردتك بحيث يصعب علي ان ارد عليها نموها الحيوي لابد لها من الذبول والجفاف (يقبلها) يا للنفس البلسمي الذي يكاد يقنع العدل ذاته بكسر سيفه! قبلة ثانية وثالثة واخيرة يا اعذب قبلة قاتلة يجب ان اذرف الدموع .ولكنها دموع قاسية ومن كان يحبه الله يصون عفافه .هذا الحزن السماوي يضرب حيث يحب .

الخارِطة والإيَالَة \ ميشيل ويلبِك

صورة
إِنَّهُ مُنتجٌ جميل، منتجٌ حَديث؛ لرُبَّما سيُعجِبُكَ. لٰكن عليكَ أن تعلم بأنَّه في غضون عامٍ، أو عامين على الأكثر، سيتمُّ إستبدالهُ بمنتج جَديد آخر ذو خصائِص يُفترض أن تكونَ مُحسَّنة. نحنُ أيضًا مُنتجات، وتابعَ قائِلًا: ”مُنتجات ثقافيَّة“. وإِنَّنا أيضًا سنكونُ بَالين وسنُصابُ بالتَّقادُمِ. إنَّ عَمليَّة تشغيل الجهاز لمُتطابقة – إلَّا أنَّهُ، بشكلٍ عام، لا يَوجد أي تحسينٍ تقنيٍّ أو وظيفي واضِح؛ كلّ ما تبقىٰ هو لُزوم بيت التَّجديد بأنقىٰ صورهِ.   

رجل في العقد الرابع \ أحمد خالد توفيق

صورة
  أنا لست صغير السن.. فيما مضى كنت أقرأ عبارة “رجل في العقد الرابع” في قصص “أجاثا كريستي” فأتخيل رجلًا مهيبًا يملأ الأرض والسماء، غامضًا كالغد، إذا فتح فاه فلكي تخرج الحكم التي تذكرها الأجيال القادمة وتستشهد بها… الآن أنا في العقد الرابع.. وكما هي العادة يصعب أن أعترف أنني كبرت وصرت خطرًا كالآخرين.. أحتاج إلى عشرة أعوام أخرى كي أعرف هذا الشخص الذي أراه في مرآتي.. أحتاج كثير من الخبرات والعلم..  مازلت طفلًا أصفق بجنون حين يحرز لاعبو الأهلي هدفًا.. مازلت أهوى مجلة ميكي وأدبر مقالب لرفاقي.. ومازلت أنطق بسخافات لا حصر لها.

المأساة / بابلو بيكاسو

صورة
اتسمت مرحلة " بيكاسو " الزرقاء بغلبة اللون الأزرق على لوحاته . وأصبح الأزرق ، بفضل توظيف " بيكاسو " له ، رمزآ للوحشة والحزن والخواء وأحيانآ للتأمل الصامت . في " المأساة " يرسم " بيكاسو " ثلاثة أشخاص ، رجل وامرأة وطفل ، وهم يقفون على شاطئ البحر . الأشخاص الثلاثة قد يكونوا أفراد عائلة واحدة ، رغم أن هذا ليس مؤكدآ . غير أن من الواضح أن المنظر يعكس شعورآ بالحزن وربما الفجيعة . من الأشياء اللافتة في اللوحة أن الفنان بالغ في رسم نسب الأشخاص وجعلهم يغطون كامل مساحة اللوحة تقريبآ . الطفل يبدو وكأنه الشخصية المركزية في هذه اللوحة . يده الممتدة إلى الرجل ونظراته التائهة تعطي إحساسآ بحاجته للتعاطف والسلوان . وقد تكون حركة يديه تعبيرآ عن حاجته للدفء الإنساني . في اللوحة ، ثمة إحساس واضح بالفقد . لكن طبيعة المأساة ليست واضحة . قد تكون مرضآ ، موتآ ، جوعآ ، أو كارثة ما . لكن لاشيئ مؤكد . الرجل يبدو منسحبآ وغير مكترث بما يجري . تعابيره توحي بأنه يريد إبعاد نفسه عن لمسة الطفل ونظرات المرأة . ويحتمل أن يكون رد فعل الرجل غير المبالي إنعكاسآ لشعوره بالذنب أو تأنيب ا

جمال الفن عند هيغل

صورة
  جمال الفن عند هيغل هو تألق "الروح " .. وهو أكثر إشراقا من جمال الطبيعة .. فجمال الفن جمال مبدع مولود جديد للعقل .. ‏الجمال عند هيغل هو الجمال الفني الذي تبدعه الروح الإنسانية .. وليس جمال الطبيعة .. ولذلك يرفض النزعة الطبيعية في الفن التي تقلد الطبيعة كما هي .. ! ‏هل الفن محاكاة للطبيعة كما قال أرسطو ؟! يرى هيغل أن فن المحاكاة لا جدوى منه فيقول ..ما حاجتنا إلى أن نرى مناظر أو أحداث سبق لنا أن عرفناها و رأيناها .. ! و‏يقول ايضا .. الأساليب المعتمدة في الفن محدودة لا تقدم سوى جانب من الواقع .. وتغفل جوانب أخرى .. وحتى لو أراد الفن تقليد الطبيعة فسيظل دون مستواها .. ! ‏يرى هيغل أن متعة الفنان المحاكي للطبيعة متعة زائلة غير حقيقية .. ينتفي فيها الإبداع والمتعة الحقيقية .. لو أنتج شيئا صادرا عن إمكانياته الذاتية .. ! و‏يرى ايضا ان جعل المحاكاة هدفا للفن هو حرمان للفنان من حريته .. و قدرته على الإبداع .. فالنزعة الطبيعية لا تصلح أن تشكل القاعدة الجوهرية للفن .. ! ‏ لايمكن أن يحتكر الفن في المحاكاة .. بل ان الفنان ‏الذي يرسم لوحة .. هو نفسه الشاعر الذي يكتب القصيدة .. لابد أن يخرج

العفو \ شوبنهاور

صورة
  العفو هي كلمة للجميع، مهما كانت الحماقة التي يرتكبها البشر و مهما كانت نواقصهم و خطاياهم، فلنمارس التسامح متذكرين أنه عندما تظهر لنا هذه الأخطاء في الاخرين فإننا ننظر إلى حماقاتنا و خطايانا من خلالهم... انها نواقص الإنسانية التي ننتمي إليها جميعا و التي نتشارك أخطائها كلها، أجل حتى تلك الأخطاء التي تشير اليها الان بكل هذا السخط لمجرد أنها لم تظهر في أنفسنا حتى الان. انها ليست أخطاء على السطح، بل هي موجودة هناك في أعماق طبيعتنا، وإذاجاء ما يستدعيها سوف تحضر لتظهر نفسها، تماما كما تراها الان في الاخرين، و من الصحيح قد توجد في إنسان أخطاء لا توجد في رفيقه و لا يمكن انكار أن المجموع الكلي للصفات السيئة في بعض الحالات يكون ضخما جدا، لأن الفارق في الفردية بين الإنسان و الإنسان يتجاوز كل مقياس. ان القناعة بأن العالم و الإنسان شيء كان يفضل أن لا يوجد، لها تأثير يملؤنا بالتسامح مع بعضنا البعض، بل إنه من وجهة النظر هذه لا ينبغي أن نعتبر الصيغة المهذبة "سيدي" أو "مولاي" بل "رفيقي في المعاناة"، يبدو هذا غريبا، و لكنه متوافق مع الحقائق فهو يرينا الاخرين في مظهرهم الص

Little Miss Sunshine

صورة
 فرانك: هل تعرف من هو مارسيل بروست؟ دواين: هل هو الرجل الذي تدرس كتاباته؟ فرانك: نعم .. كاتب فرنسي .. خاسركلي .. لم تكن لديه وظيفة حقيقية ..علاقات حب غير متبادلة .. مثلي الجنس. أمضى 20 عامًا في كتابة كتاب لم يقرأه أحد تقريبا لكنه من المحتمل أنه أعظم كاتب منذ شكسبير. على أية حال ، هو ... عندما وصل إلى نهاية حياته ، نظر إلى الوراء وقرر أن كل تلك السنوات التي عانى فيها ، كانت  أفضل سنوات حياته ، لأنها جعلته من هو. كل تلك السنوات التي كان فيها سعيدا؟ أنت تعرف ، ضاعت هباء منثورا. لم يتعلم فيها شيئًا. لذا ، إذا كنت تنام حتى تبلغ من العمر 18 عامًا ... آه ، فكر في المعاناة التي ستفوتها. يعني المدرسة الثانوية؟ المدرسة الثانوية - تلك هي سنوات معاناتك الأولى. أنت لن تحصل على معاناة أفضل من ذلك. من فيلم Little Miss Sunshine

حول التراجيديا \ أسامة سليمان

صورة
  أقوى ما في المسرح التراجيديا عبر تاريخه من كتبوا التراجيدي أقل ممن كتبوا الكوميديا...الكوميديا فن مشاع تعليق ساخر على مشاكلنا الحياتية وقد تعددت رؤى الكوميديا فالقالب حر واسع الأبعاد يمكننا أن نصف دائرة الطباشير القوقازية بالكوميديا وهي مسرحية ملحمية. والكراسي واميديه ليونسكو العبثيتان يمكن نعتهما بالكوميديتين. وعلى هواك والليلة الثانية عشرة لشيكسبير يمكن نعتهما بالكوميديتين. ومسرحيتاه الأخيرتان العاصفة وقصة الشتاء يمكن نعتهما بالكوميديتين. وبالتأكيد سخريات شو وموليير وبلاوتوس وبن جونسون كلها كوميدية ان ترجمة كلمة كوميديا باللغة العربية تعني ملهاة وليست الضحك أو حتى السخرية... وملهاة اشتقاق من اللهو يعني اللعب وهناك لعب بريء ولعب مميت ولهو بريء ولهو اثم ولهو يفضي للضحك ولهو يفضي للموت إذن  أي فهم لمعنى الكوميديا على انه الضحك نخطئ فالضحك هو بعد من أبعاد فن الكوميديا ونحن نتابع مثلا شخصية فولستاف لشيكسبير نحن لانضحك بل نتعجب من سخافته فشكسبير يقصد هذا انه يدعونا للاندهاش وإلى القليل من الضحك من فولستاف هذا هدف من أهداف الكوميديا من ضمن أهداف الكوميديا التزلف الى الجمهور واسترضاؤه بالل

حول الهجرة والتّعدّديّة الثّقافيّة والحاجة للدفاع عن الدولة القوميّة / روجر سكروتون

صورة
  يتوقَّفُ أمرُ كُلُّ مُجتمعٍ على التَّجربة العضويّة: الإحساسُ بمن ”نحن“، ولمَ نحن نَنتمي سَوِيًّا، وما الّذي نَتَقاسمهُ. هٰته التَّجرُبة هي تجربةُ ما قبل السياسة: إذ هي تسبق جميع المؤسَّسات السياسيَّة، وتزوِّدُنا بدوافِعٍ لقبولِها. إنَّها توحِّد اليسارَ واليمين، ذوي الياقات الزَّرقاء والياقة البيضاء، رجلٌ وإمرأة، والِدٌ وطِفلٌ. إنَّ تهديد ” تَعَدُّدِيَّة الشَّخصُ الأوَّل“ هو فتح للطَّريق أمامَ التَّذرِيَةِ، حيث يكفُّ النَّاسَ عن الاِعترافِ بأيِّ واجِبٍ عام تِجاه جيرانِهم، ويحاوِّلون نهبَ المَوَارِد المُتكوِّمة في الوقت الَّذي يستطيعونَ فيه ذٰلك. فبدونِ العُضويَّة إنَّنا نُخاطِر بوقوع ”مأساةٌ عامَّة مُشتركة“ جديدة كما يتمُّ حَبسُ أصولنا الاِجتماعيَّة الموروثة للاستعمال الآنيّ. يتمُّ تعريف العُضويَّة بطرق مُختلفة في أوقات وأماكن مُختلفة. بالنسبة للعديد من المجتمعات، يعدُّ الدّين جزءٌ لا يتجزءُ منه، بحيث يتمّ نبذ الكافِر أو تهميشه، كما هو الحال في المُجتمع الإسلاميّ التَّقليديّ. بالنسبةِ للولاء الوطنيُّ هو شكلٌ مِن أشكال الجيرةِ الحسنة: إنَّهُ ولاءٌ للمنزل المُشترك وللشعب الَّذي بناهُ. ف

stalker

صورة
قال احدهم "ان الفن دعوة لخلق الإنسان"، و أن العلم ينتهي في التحليل النهائي إلي أنه لا وجود للإنسان، لذلك فإن الفن في صدام مع هذا العالم و علومه، و لذلك وجود عالم آخر بجانب الآلة، هو إيحاء لا يمكن التنكر منه في كل عمل فني (الموسيقي)، و كل عمل فني و إن كان لا يمكن تعريفه او تضمينه داخل حيز من الكلام، لكنه يوحي بوجود عالم آخر ينتمني إليه و منه، حيث ان كل الفنون تحكي قصة متصلة عن غربة الإنسان في الطبيعة، و إلا فإن كُتَّاب التراجيديا و الشعر يكتبون هراءاً لا وجود له، و كما عرف جياكومتي الفن "بأنه البحث عن المستحيل"، و حيث ان العمل الفني يعكس النظام الكوني دون ان يستفسر عنه، و هو في هذه الصورة متأصل بشخص الفنان، الفنان وحده شخصه، فإن هذا المستحيل قد لا يكون فكرة لا يمكن تضمينها، قد يكون المستحيل بقولبته و تعريته داخل تعريف العمل الفني، فإنه قد يتجسد علي هيئة صورة او تمثال او مقطوعة موسيقية و لما لا رمزية لشئ ما تختلف تأويلاته من شخص لآخر بإضفاء جوهر شخصي يصبغ العمل الفني و يلونه بمقدار كم العيون التي تراه، هنا توارد الفكر لا يعني ان العقول ليست نقية، منطقة تاركوفسكي التي

حقول التوليب \ فنسنت فان جوخ

صورة
   تم إنشاء لوحة "حقول التوليب" من قبل فنسنت فان جوخ في عام 1883. بدأ العمل على اللوحة بعد أن حضر الرسام دروسًا في الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة في بروكسل.  حتى ذلك الحين ، أظهر الفنان البارز أول علامات الجنون ، فقد عانى كثيرًا من الاكتئاب ولم يستطع أن يثبت لنفسه عدالة وجوده.  هدأ أسلوب الرسم الكلاسيكي الناعم ، الذي يدرسه مدرسون من الأكاديمية ، وعي الفنان المحبط ، مما جعل العالم أكثر جدوى وواقعية ، وكانت اللوحات التي رسمها أكثر حيوية ومشرقاً.  أول ما يراه المشاهد عندما ينظر إلى الصورة هو الحقول التي لا نهاية لها من زهور الأقحوان الملونة.  في أشعة غروب الشمس ، تبدو الزهور المدهشة بالفعل رائعة ببساطة.  على مسافة قريبة من نهاية روعة الزنبق ، وضع الفنان رجلاً.  يمشي بين الصفوف ويتحقق مما إذا كانت جميع الأزهار موجودة في مكانها ، سواء كانت جيدة ، وما إذا كانت تحتاج إلى الري.  لم تكن مثل هذه الطرق الالتفافية شائعة في هذه الأجزاء ، حيث لا يعتبر الزنبق مجرد زخرفة جميلة للحديقة ، ولكنه عمل مربح.  مظهر الشخص في الصورة يبدو طبيعيًا تمامًا.  عند كتابة الصورة ، استخدم Van Gogh الألوان

الإنسان الأنانيّ \ كارل ماركس

صورة
  وإذن فلا يتجاوز أيٌّ ممَّا يسمَّى حقوق الإنسان الإنسان الأنانيّ، فالإنسان كعضوٍ في المجتمع البورجوازيُّ، منطوٍ على نفسه وعلى مصالحه الخاصَّة ورغباته الخاصَّة، وفرد منفصل عن المجموع. ما أبعد أن يكون الإنسان قد اِعتبر فيها كائنًا نوعيًّا بل تبدو حياة النوع نفسها، المجتمع، كإطار خارجيٍّ للأفراد وتقييد لاستقلالهم الأصلي. والرابطة الوحيدة الَّتي تمسك بها هي الضرورة الطبيعيَّة، الحاجة والمصلحة الخاصَّة، أي حفظ ملكيتهم وشخصهم الأنانيُّ. حول المسألة اليهوديَّة (1843)

تدهور الحَضارة الغربيَّة \ اِشبنجلر

صورة
وأَخيرًا تخبو شعلة النَّفس على مطلع فجر المدينة الأغبر، لٰكن سرعان ما تنتفض القوىٰ المُتهالكة مرَّة ثانية فيلاقي مجهودها الاِبداعيّ نصف نجاح فتنتج التكلسك (Classicism ) المألوف في كلِّ حضارة تُعاني نزع الاحتضار، فتصبح النَّفس مرَّة أُخرى فريسة للافكار، و ترتمي في احضان الرومانطيكيَّة، وتعود بناظريها لتحلق في طفولتها كئيبة. وأَخيرًا، وبعد طویل اِجهاد وتردّد وبرودة، تفقد رغبتها في الحياة كما حدث في روما الإمبراطوريَّة عندما تمنَّت الهروب من رابعة النَّهار إلىٰ ظلام الصوفيَّة الأوليَّة، الهُروب إلىٰ رحم الأم، إلىٰ القبر. ويتلبَّس النَّفس سحرٌ و ”تدیّن ثان“، ويتوجَّه الإنسان الكلاسيكيُّ المُتأخِّر زمنًا إلى ممارسة طقوس أدیان ”میترا“ ،و”ازیيس“، والشمس، أنَّها الاديان ذاتها التي وُلِدت ضمنها نفس وليدة في الشرق، نفسٌ تسيل من جديد بخمرة الأحلام والمخاوف والتوحُّد. 

أعمدة الأدب الروسي

صورة
 يؤمن دوستويفسكي باستحالة قدرتنا على التعبير عما بنفوسنا بشكل تام و بصورة نرضاها ، و لذلك فإننا نشعر أن أي فكرة تبدو جميلة وهي في رؤوسنا . لكنها تفقد بريقها غالباً أو جزء منه إن أخرجناها للعلن !  يقول :   يعذبك في بعض الأحيان أن فكرك لا تسعه قوالب الألفاظ . يا صديقي ، هذا العذاب لم يوهب إلا لصفوة مختارة من الناس ، أما الغبي الأحمق فهو راضٍ دائماً عما يقول ، وهو عدا ذلك يقول أكثر مما يجب أن يقال ...   رواية المراهق  بل و يكمل ليصل لحالة قد تصيب البعض حيث يكون غارقاً في أمر ما لكنه لا يستطيع شرحه ، فما بالك بمن يريد أن يكتب عن السلوك البشري !! "هناك حالات يصعب فيها على صاحب الشأن نفسه ان يشرح سلوكه " رواية الشياطين و هكذا ، سنجد أن دوستويفسكي حاول التغلب على مشكلة الفجوة بين فكر الإنسان و اللغة ، باستخدامه للاسهاب في الوصف و طول الصفحات التي يتحدث فيها عن أمر تفصيلي صغير ! أما بالنسبة للأب الروحي للقصة القصيرة ، أنطون تشيخوف ، فقد كتب بطريقة مغايرة تماماً . إذ كان يضع الفكرة أمامه ثم يصيغها في عمل أدبي . و جميع أفكار تشيخوف كشخصياته تماماً ، كانت من الحياة اليومية المُعاشة ، دو