الفلسفة في مواجهة أزمات الواقع بقلم / كه يلان مُحمَد
احتدمَ الجدل في بدايات القرن العشرين حول دور الفلسفة في العالم المُعاصر الذي صار عنوانه العريض التطور العلمي وما حققته البشرية من اختراقات كبيرة في مُختلف المجالات، وهذا ما وضع مصير الفلسفة على المحك، حيثُ ذهبَ البعضُ إلى إعلان موت الفلسفة كون العلم بديلاً لهذه الحرفة الفكرية. إضافة الى أنَّ التخصص أصبحَ سمةً لِمُقتضيات الحياة الحديثة. وفي هذا السياق يقولُ جون ديوى: «كنتُ أسعى إلى أن أطيل عمر الفلسفة، لكن كلمتين أصبحتا قريبتين من الناس - الديمقراطية والعلم - أسدلتا الستار على مهنة الفيلسوف». وكان الكاتب العراقي علي حسين قد أورد في كتابه «دعونا نتفلسف» ردَّ بتراند راسل على زعيم البراغماتية الذي يعتقدُ بأنَّ مُعظم المعارف العلمية والتربوية والسياسية تبحثُ عن مسوغاتها في الفلسفة فبالتالي إنَّ الحديث عن وصول الفلسفة إلى درب مسدود ليس إلا افتراضاً خاطئاً. وما يؤكدُ صحة رأي بتراند راسل هو توالي الإصدارات الفلسفية التي تُناقشُ أطروحات الفلاسفة في شأن مفاهيم حياتية راهنة. وهنا، يأتي السؤالُ عن السعادة والقلق على المكانة والخوف من المُستقبل والحب في صدارة ما يهتمُ به المُتابعون الحقل الفلس...