الوظيفة الوحيدة للذاكرة هي جعلنا نشعر بالندم / سيوران
لم أظل رهينا للماضي، لقد تجاوزت كل أخطاء الماضي في سبيل خطإ جديد واحد: الرفض الصارم لأي انزلاق جديد؛ حماية الوحدانية الباطنية التي اتصف بها الله كي يعطي مثالا منزها للبشر، يحذونه ولا يبلغونه قطعا. غفرت لنفسي لأن لا أحد سيفعل ذلك لأجلي، لا القط الذي قتلت حين كنت طفلا عدوانيا يعكس طبيعة ما يحيط به، ولا أخي الميت الذي أهملته في مراهقتي ولا تلك الفتاة التي كانت ضحية شاب عادي كأي شاب آخر في الأرض لم يخط بعد خطوة حكيمة نحو فهم "جزء" من الآخر ! ويحذوني أمل سخيف بأن يكون رماد أخي والقط والفتاة قد تجاوزوا نحو مناطق شعورية/وجودية جديدة، خالية من أي بصمات لذكراي، قد يكون ذلك ممكنا بشكل من الأشكال! لم أتحرر، لأن في التحرر معنى ساذجا يكشف عن شعور لا مفكر فيه: الشعور بأن الإنسان صار أفضل! صار أعقل، صار لوجوده "أليثيا" انكشاف ولاتحجب أو حقيقة "جوهرية"! لكني الآن بعد مرور السنوات مدرك لأنني خطوت إلى الأمام في شبه غيبوبة زمنية، مجرورا بقوة الأشياء وتدفق الأيام، إلى الأمام بمعنى مجازي، فحتى الدوران في المكان نفسه قد يكو...